وعرضت أمام المحكمة العسكرية بتونس يوم 3 يوليو 1952 قضية تخريب جسر وادي منصور المتهم فيها عدد من التونسيين، وأصدرت ضدهم أحكامها.
4
وطوقت المحكمة الفرنسية بصفاقس صباح يوم 5 يوليو 1952 بقوة من أعوان الحرس المتجول والجندرمة والبوليس، وقد أصدرت أحكاما قاسية على عدد وافر من الشبان التونسيين.
5
وقد نظرت المحكمة العسكرية في قضية شبان قابس يوم 5 / 7 / 1952، المتهمين بعقد اجتماعات تذاكروا أثناءها في إعداد أعمال التخريب والاغتيال.
6
وحين استجوابهم أنكروا ما نسب إليهم، وصرحوا بأن اعترافاتهم لدى البوليس كانت تحت مفعول الضغط والإرهاب والتعذيب. وبعد الاستماع لمرافعة الادعاء العام ولسان الدفاع، حكم على اثنين منهم بخمس سنوات أشغالا شاقة وبالتغريب مدة عشر سنوات، وعلى اثنين آخرين بثلاث سنوات سجنا وعلى واحد بعامين، وحكم على ستة منهم بثلاث سنوات سجنا وعشر سنوات تغريبا، وحكم على اثنين بعشر سنوات سجنا مع الأشغال الشاقة والتغريب عشرين سنة. (19) حياة التونسيين في جو الإرهاب
أصبح كل تونسي غير آمن على حياته ولا على حريته ولا على رزقه، وهو يتوقع الاعتداء عليه في كل خطوة يخطوها في الشارع أو أن يهاجم في عقر بيته أو يؤخذ إلى السجن أو المعتقل في كل ساعة من النهار أو الليل، لا لذنب اقترفه ولكن لأنه تونسي، فتعود على جو الإرهاب وعدم الأمن والاستقرار، وأصبحت الجنازات نفسها لا تسلم من الاعتداء.
فقد احتفل بعد ظهر يوم الجمعة 21 مارس بتشييع جثمان الفتى الشهيد المرحوم عبد الرزاق الشرايبي الذي سقط يوم الخميس صريعا برصاصة من أحد أعوان البوليس اخترقت جبهته.
وقد خرج موكب الجنازة من نهج القنطرة حيث يقع بيت الفقيد، وشيعه عدد عظيم من الشعب نساء ورجالا وشبانا، واخترق الموكب حي الحلفاوين فحي باب سويقة، فحي باب سعدون في طريقهم إلى مقبرة الفدان، وكانت جميع الأنهج محاصرة بقوات الجندرمة والبوليس.
Unknown page