130

Tuhfat Talib

تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس

Investigator

عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

Publisher

دار العصمة

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٠ هـ/١٩٩٠م

وقال: ﴿إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ﴾ . [النحل:٣٧] انتهى. وكلامه في هذا المعنى يعزُّ حصره أو يتعذر. وكذلك صاحبه شمس الدين ابن القيم. كلامه في هذا الباب أشهر من أن يذكر، وأكثر من أن يحصر، إلا بكلفة ومشقة، وتقدم قوله في "المدارج". وقال أبو الوفاء بن عقيل: لما صعبت التكاليف على الجهال والطَّغام، عدلوا عن أوضاع الشرع١ إلى تعظيم أوضاع وضعوها هم لأنفسهم، فسهلت عليهم٢، إذ لم يدخلوا بها تحت أمر٣ غيرهم، وهم عندي كفار بهذه الأوضاع، مثل خطاب الموتى بالحوائج، ودَسِّ الرقاع في قبورهم، فيها: يا مولاي، افعل بي كذا وكذا، وتعليق الستور على القبور اقتداءً بمن عبد اللات والعزى، والويل عندهم لمن لم يحضر مشهد الكف٤، أو لم يَعْقِد على قبره، أو قبر أبيه بالآخر، ولم يقل الحمالون على جنازته: أبو بكر وعمر. انتهى. والمقصود أن النصوص بهذا المعنى كثيرة شهيرة، والعاقل يسير فينظر. ويكفي المؤمن أن دعاء الموتى والغائبين لا يُعْرَف عن أحد من أهل العلم والإيمان الذين لهم لسن صدق في الأمة، ولم تأتِ به

١ في ط: آل ثاني: "الشرك" وهو خطأ فاحش. ٢ في ط: آل ثاني: "غيرهم". ٣ سقطت: "أمر" من ط: آل ثاني. ٤ في ط: آل ثاني: "الكفر".

1 / 136