126

Tuhfat Talib

تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس

Investigator

عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

Publisher

دار العصمة

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٠ هـ/١٩٩٠م

وقد تقدم التنبيه على كذبه ومجازفته، وأنه وجد كتبًا وموادّ١ شَتَّت فهمه، وحجبت إدراكه وعلمه، فلم يزدد بها إلا حيرة وشكًاَ وما أحسن ما قيل: جهد المغفَّل في الزمان مضيَّع ... وإن ارتضى أستاذَه وزمانَه كالثور في الدولاب يسعى وهو لا ... يدري الطريقَ فلا يزالُ مكانَه وعبارات الشيخ في هذا الباب –أعني: إنكار الشرك، وتكفير أهله، والحكم عليهم بما حكم الله به ورسوله في الدنيا والآخرة- موجود مشهور، لو تتبعناه لعزَّ حصره واستقصاؤه، ولكن نشير ببعضه٢ إلى ما وراءه. قال ﵀: وما علمتُ عالمًا نازع في أن الاستغاثة بالنبي أو غيره فيما لا يقدر عليه إلا الله لا تجوز. قال: وعلو درجته ﷺ بعد الموت لا تقتضي أن يسأل، كما لا تقتضي أن يستفتى، ولا يمكن أحدا أن يذكر دليلًا شرعيًا على أن سؤال الموتى من الأنبياء والصالحين وغيرهم مشروع، بل الأدلة على تحريم ذلك كثيرة. وقال ﵀: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، ويتوكل عليهم، ويسألهم: كفر إجماعًا. قال البهوتي في شرحه على هذا الموضع: لأنه فِعْل عبّاد الأصنام القائلين: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ . [الزمر:٣] .

١ في "أ" و"جـ": "موادًا". ٢ في ط آل ثاني: "لبعضه".

1 / 132