271

Tuhfat Rakic

تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد

Publisher

وزارة الأوقاف الكويتية-إدارة مساجد محافظة الفروانية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

المراقبة الثقافية.

Genres

والسر في ذلك؛ أن الطاعون وباء عند الأطباء؛ ولما قدم النبي ﷺ المدينة كانت أوبأ أرض الله، فدعا لها النبي ﷺ فرُفع ذلك بدعائه ﷺ كما في "الصحيح": أنَّه ﷺ قال: "اللهم انقل حمَّاها فاجعلها بالجُحْفة (١) " لأنها كانت دار شِرْك (٢). * السادس عشر: أنها كانت تأكل القرى -كما في "الصحيحين"، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: "أُمرْت لقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي: المدينة" (٣). وقد تقدَّم معنى تأكل القرى في "الباب التاسع". * السابع عشر: أنها كالكِير في إزالة الخَبَث عنها؛ لما في "الصحيح" عن النبي ﷺ أنَّه قال: "إنما المدينة كالكِير تنفي خَبَثَها وتُبْقي طيِّبها" (٤). * الثامن عشر: أنَّه لا يدعها أحد رغبة عنها إلَّا أبدل (٥) الله تعالى فيها من هو خير منه - كما ثبت في "الصحيح" (٦). وفي معناه قولان: أحدهما: أنَّه مخصوص بمدة حياته ﷺ. والثاني: أنَّه دائم أبدًا. قال القرطبي: ومعناه: أن الذي يخرج عن المدينة راغبًا عنها - أي: زاهدًا فيها -؛ إنما هو إما جاهل بفضلها وفضل القيام فيها، أو كافر بذلك.

(١) في "ق": "في الجحفة". (٢) "البخاري" (١٨٨٩)، و"مسلم" (١٣٧٦) من حديث عائشة ﵂. (٣) "البخاري" (١٨٧١)، و"مسلم" (١٣٨٢). (٤) "البخاري" (١٨٨٣)، و"مسلم" (١٠٠٦) من حديث جابر ﵁. (٥) في "ق": "أبدله". (٦) "مسلم" (١٣٨١) من حديث أبي هريرة.

1 / 283