============================================================
ولباس هذا السلطان ملاحف الحرير والكتان الرقاق، يشد في وسط فوطة ويلتحف ملحفتين احداهما فوق الاخرى، ويقص شعره ويلف عليه عمامة صغيرة، واذا ركب لبس قباء والتحف بملحفتين فوقه، وتضرب بين يديه طبول وابواق يحملها الرجال، وكانت اقامتنا عنده في هذه المرة ثلاثة ايام وزودنا وسافرنا عنه: وصف الليبار وعادات اهلها : وبعد ثلاثة ايام وصلنا الى بلاد المليبار، وهي بلاد الفلفل، وطولها مسيرة شهرين على ساحل البحر من سندابور الى كولم، والطريق في جميعها بين ظلال الاشجار، و في كل نصف ميل بيت من الخشب فيه دكاكين، يقعد عليها كل وارد وصادر من مسلم وكافر، وعند كل بيت منها بثر يشرب منها ورجل كافر موكل بها، فمن كان كافرا سقاه في الاواني، ومن كان مسلما سقاه بين يديه ولا يزال يصب له حتى يشير له ان يكف.
وعادة الكفار ببلاد المليبار ان لا يدخل المسلم دورهم ولا يطعم في انيتهم، فان طعم فيها كسروها او اعطوها للمسلمين، واذا دخل المسلم موضعا منها لا يكون فيه دار للمسلمين، وطبخوا له الطعام وصبوه له على اوراق الموز وصبوا عليه الادام، وما فضل عنه يأكلونه الكلاب 126
Page 126