203

Tuhfat Mawdud

تحفة المودود بأحكام المولود

Investigator

عبد القادر الأرناؤوط

Publisher

مكتبة دار البيان

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٩١ - ١٩٧١

Publisher Location

دمشق

ولد مَسْرُورا مختونا وَسيف مطعون فِي حَدِيثه وَقيل إِن قَيْصر ملك الرّوم الَّذِي ورد عَلَيْهِ امْرُؤ الْقَيْس ولد كَذَلِك وَدخل عَلَيْهِ امْرُؤ الْقَيْس الْحمام فَرَآهُ كَذَلِك فَقَالَ يهجوه (إِنِّي حَلَفت يَمِينا غير كَاذِبَة ... لأَنْت أغلف إِلَّا مَا جنى الْقَمَر) يعيره أَنه لم يختتن وَجعل وِلَادَته كَذَلِك نقصا وَقيل إِن هَذَا الْبَيْت أحد الْأَسْبَاب الباعثة لقيصر على أَن سم امرء الْقَيْس فَمَاتَ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي فِيمَن ولد بِلَا قلفة (فدَاك نكس لَا يبض حجره ... مخرق الْعرض حَدِيد ممصره) (فِي ليل كانون شَدِيد خصره ... عض بأطراف الزبانى قمره) يَقُول هُوَ أقلف لَيْسَ بمختون إِلَّا مَا قلص مِنْهُ الْقَمَر وَشبه قلفته بالزبانى وَهِي قرنا الْعَقْرَب وَكَانَت الْعَرَب لَا تَعْتَد بِصُورَة الْخِتَان من غير ختان وَترى الْفَضِيلَة فِي الْخِتَان نَفسه وتفخر بِهِ قَالَ وَقد بعث الله نَبينَا ﷺ من صميم الْعَرَب وَخَصه بِصِفَات الْكَمَال من الْخلق وَالنّسب فَكيف يجوز أَن يكون مَا ذكره من كَونه مختونا مِمَّا يُمَيّز بِهِ النَّبِي ﷺ ويخصص وَقيل إِن الْخِتَان من الْكَلِمَات الَّتِي ابتلى الله بهَا خَلِيله ﷺ فأتمهن وأكملهن وَأَشد النَّاس بلَاء الْأَنْبِيَاء ثمَّ الأمثل فالأمثل وَقد عد النَّبِي ﷺ الْخِتَان من الْفطْرَة وَمن الْمَعْلُوم أَن الِابْتِلَاء بِهِ مَعَ الصَّبْر

1 / 205