Tuhfat Dhakirin
تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين
Publisher
دار القلم-بيروت
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٩٨٤
Publisher Location
لبنان
دُعَائِهِ وَلِهَذَا قَالَ فتحت لَهُ أَبْوَاب الْإِجَابَة وَهَكَذَا قَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة فتحت لَهُ أَبْوَاب الرَّحْمَة فَإِن فتح أَبْوَاب الرَّحْمَة دَلِيل على إِجَابَة دُعَائِهِ وَهَكَذَا قَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّالِثَة فتحت لَهُ أَبْوَاب الْجنَّة فَإِن العَبْد إِذا وجد من نَفسه النشاط إِلَى الدُّعَاء والإقبال عَلَيْهِ فليستكثر مِنْهُ فَإِنَّهُ مجاب وتقضي حَاجته بِفضل الله وَرَحمته //
(لَا يرد الْقَضَاء إِلَّا الدُّعَاء وَلَا يزِيد فِي الْعُمر إِلَّا الْبر) (ت. حب) // الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان كَمَا قَالَ المُصَنّف ﵀ وَهُوَ من حَدِيث سلمَان ﵁ وَصَححهُ ابْن حبَان وَأخرجه أَيْضا الْحَاكِم وَصَححهُ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب وَلم يُصَحِّحهُ لِأَن فِي إِسْنَاده أَبَا مودود الْبَصْرِيّ واسْمه فضَّة قَالَ أَبُو حَاتِم ضَعِيف وَأخرجه أَيْضا الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والضياء فِي المختارة وَمثله حَدِيث ثَوْبَان الَّذِي أخرجه ابْن أبي شيبَة وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَابْن حبَان فِي صَحِيحه بِلَفْظ لَا يرد الْقدر إِلَّا الدُّعَاء وَلَا يزِيد فِي الْعُمر إِلَّا الْبر وَإِن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يُصِيبهُ (قَوْله لَا يرد الْقَضَاء إِلَّا الدُّعَاء) فِيهِ دَلِيل على أَنه سُبْحَانَهُ يدْفع بِالدُّعَاءِ مَا قد قَضَاهُ على العَبْد وَقد وَردت بِهَذَا أَحَادِيث كَثِيرَة وَيُؤَيّد ذَلِك قَوْله تَعَالَى ﴿يمحو الله مَا يَشَاء وَيثبت وَعِنْده أم الْكتاب﴾
وَهَذِه الْمَسْأَلَة هِيَ من المعارك لاخْتِلَاف الْأَدِلَّة فِيهَا من الْكتاب وَالسّنة وَقد أفردناها برسالة (قَوْله وَلَا يزِيد فِي الْعُمر إِلَّا الْبر) فِيهِ دَلِيل أَن مَا يصدق عَلَيْهِ الْبر على الْعُمُوم يزِيد فِي الْعُمر وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح أَن صلَة الرَّحِم تزيد فِي الْعُمر وَالْمرَاد الزِّيَادَة الْحَقِيقِيَّة وَقيل المُرَاد الْبركَة فِي الْعُمر وَالظَّاهِر الأول وَمِنْه قَوْله سُبْحَانَهُ ﴿وَمَا يعمر من معمر وَلَا ينقص من عمره﴾ الْآيَة وَقَوله ﴿ثمَّ قضى أََجَلًا وَأجل مُسَمّى عِنْده﴾ وَتَحْقِيق الْبَحْث عَن هَذَا يطول وَقد أودعناه فِي الرسَالَة الَّتِي أَشَرنَا إِلَيْهَا قَرِيبا //
1 / 34