ثم لما كان العيد المذكور بنحو ثمانية أيام توجهنا من بيلول وفي صحبتنا هذا السلطان شحيم بجماعة من أصحابه نحو ثلاثين نفرا فقط، وأهل القافلة من الجيوش يبلغون كذلك ثلاثين نفرا، وسبب هذا التحير في بيلول أن هذا الطريق كثير الأخطار من كل وجه، منها أنها مفاوز منقطعة عن الماء، وإنما يعرف المياه الدليل الماهر والعارف الخابر، وقليل ما هو، لعدم الإختلاف فيها، ثم إن أهل الأمانة فيهم قليلون، فإن الدليل إذا شاء سلك بالناس حيث لا يوجد الماء فإن شاء أهلكهم وإن شاء تحكم في أموالهم بما يريد. ومنها: الخوف من هؤلاء البدو المتصلين بهذه الطريق. ومنها: الخوف الأعظم من القالة -أبادهم الله- لإمكان وصولهم إلى هذه الطريق، فأحتجنا إلى المبالغة لنفي المخاوف وسد أبوابها، ومراسلات كبار البدو من السلطان شحيم، وبذل الأموال لهم.
Page 366