Tuhfat al-Asmāʿ waʾl-Abṣār
تحفة الأسماع والأبصار
ولما وصلنا[82/أ] إلى بندر بيلول وكنا استصحبنا إلى السلطان شحيم بن كامل الدنكلي صاحب بيلول كتابا من نايب المخاء، لما بينهما من الإتصال وحسن المعاملة، وجميل المواصلة، وكان هذا السلطان المذكور غايبا حين وصلنا إلى بندر بيلول، فراسلناه حتى وصل، وكنا قبل وصوله ضاربين خيامنا في مكان خارج البلد بينها وبين البحر؛ لأنا كنا من أهل البلد تشوشا من وصولنا فبقينا هناك حتى وصل سلطانهم شحيم بن كامل المذكور، وقد كان خرج في صحبتنا جماعة من تجار الحبشة.
ولما وصل السلطان شحيم بن كامل تلقانا بالكرامة، وسني الضيافة، واطلع على أخبارنا، وعلم أنا نريد الوصول إلى ملك الحبشة، وكان هذا السلطان شحيم له اتصال بملك الحبشة؛ لأنه إنما نشأ في ديار الحبشة، وله هناك أهل وأولاد والملك يعده من خاصته وأهل بطانته كما هي قاعدة من هنالك ممن يدعي الإسلام وليس له منه إلا نفس الاسم الذي لا يترتب عليه من الأحكام، كما سيأتي تحقيقه في ما يعرض من ذكر من يطلق عليه اسم الإسلام هنالك إن شاء الله تعالى.
Page 363