187

Tuhfat Asmac

تحفة الأسماع والأبصار

Genres

وكان قد حدث عقيب وفاة الإمام المؤيد بالله -عليه السلام- مع تلك الهزاهز والتقلبات التي ذكرنا جراد في غالب اليمن أكل ثماره إلا القليل، وأشفق المسلمون، وساءت الظنون، وهو -عليه السلام- ينفق ما لديه ويمد كل سايل بما قدر عليه، فأغاث الله عباده برخص الأسعار، فإنه مع ذلك الأمر العظيم رخص الطعام حتى بلغ الزبدي حرفين، مع أنه لا يكاد يوجد الطعام في غير الأسواق، وهذه الآية لم يسمع بمثلها، وشاهدة لما روى القاضي العلامة عمدة الموحدين وشحاك الملحدين، عبدالله بن زيد العنسي في ارشاده بالإسناد الصحيح إلى النبي صلى الله عليه وآله ((إنه لما أمر الله عز وجل إبراهيم -صلوات الله عليه- ببناء الكعبة، سأل الله أن يريه حدود الكعبة فأمر الله الريح فرفعت التراب عن حدود الكعبة حتى ظهرت الأربعة الأركان فوجد مكتوبا على أحد أركانها، وهو الأول منها: أنا الله لا إلا إله إلا أنا رب بكة مغلي الأسعار والأهرا غرار ومرخص الأسعار والأهرا أقفار ))، ثم خلف تلك الشدة الخصب وصلاح الثمار فلم توجد تلك الشدايد أثرا مع عمومها في البلاد، وعد العامة والخاصة أن ذلك من بركات الإمام -عليه السلام- وسعده، فازدادوا إليه قربا وله حبا، وقد تقدم مثل ذلك.

Page 296