[ما حدث في صعدة من مشاكل]
من ذلك القضية العظمى فيما بين قبايل سحار ومن إليهم من بني جماعة وأحلافهم وبين آل عمار من بكيل ومن إليهم من دهمة وأحلافهم، وكان لا يزال بينهم العداوة المتقدمة، وقتل من الفريقين نحو سبعين قتيلا في هذه القضية، وقد ألبت دهمة مخالفها وهموا بصعدة وما حولها، ودخلوا مواضع مما يلي القبلة والمخلاف.
وفي هذه الوقعة ظهرت كرامة باهرة وآية ظاهرة كما أخبرني الفقيه علي بن محمد بن عشوان العماري، وهو من يكتب الدرسة في المشهد الهادوي -عليه السلام- أنه رأى في اليوم الذي دخلت فيه القبايل المواضع المذكورة، وهو وآخر معه فارسا على حصان أخضر خارجا من معلامة القرآن في شرقي المؤخر من الجامع المقدس وخرج من الباب المقفول وهما ينظران.
قال الراوي: وأخبرنا شيخنا هل رآه كذلك؟ فقال: لا، فأخبرناه بما شهدنا، فقال: غارة هدوية تدفع عن صعدة وأهلها هذه المخاوف، وكان كذلك، وما بلغنا إلا هزيمتهم في ذلك اليوم وليلته. انتهى.
فالذين صاروا إلى السيد المذكور أعطوه ظاهر الطاعة، ولا يكاد يمضي حكمه فيهم مع حضورهم مجلسه كيف من غاب عنه.
Page 270