278

Tuhfat Ahbab

تحفة الأحباب وبغية الطلاب‏

Genres

من أصلى وقال رحمة الله تعالى عليه لما سافرت مع العرب إلى ديار مصر عبرت على المهدية فوجدت فيها الشيخ أبا يوسف الدهمانى فبت معه تلك الليلة فى رباطه على البحر ثم سافرت فلما دخلت إلى مصر وجدت بها الشيخ أبا عبد الله القرشى فكنت أتردد إلى ميعاده أياما ولا أكلمه من ظاهر ثم ذهب سيدى أبو يوسف من الغرب ونزل حمى القرشى وفرح به كثيرا فاتفق انى وجدت أبا يوسف يوما وهو يحمل حاجته لنفسه فغرت عليه من ذلك وجئت إلى منزله وقلت له يا سيدى أتأذن لى أن أخدمك مادمت بمصر على أن تتركنى على حالتى التى أنا عليها فقال نعم فخدمته وكنت لا أتناول له شيئا وكانت حالتى التى كنت عليها أننى كنت فى مخزن فى فندق عند مسجد الفتح سقفه من قشر القصب وفيه ابريق وكنت اكب زنار حرير بدرهم وأجعله عند الزيات فآخذ منه فى عشية كل يوم رغيفا اقتات به فإذا فرغ الدرهم أكب زنارا آخر وأفعل به كذلك لا أهوى غير هذه الحالة ولم أزل فى خدمة الشيخ وأنا على هذه الحالة حتى قيل لى إن لم تتركه أعميناك.

وإلى جانب قبر الحرار قبر الامام محمد الانبارى الفقيه وشرقية قبر الامام السكندرى.

الشقة الثالثة فى النقعة:

وأما الشقة الثالثة من النقعة فإن ابتداءها من جوسق الماردانيين وابتداؤها مسجد الفتح قال صاحب مصباح الدياجى فى تاريخه بنى هذا الجوسق على هيئة الكعبة.

وكان أهل الرياسات يجتمعون عنده فى الأعياد ويوقدون فيه الشموع الكثيرة ويجتمع فيه القراء ويتلون القرآن ويفرقون الجوائز فى ذلك اليوم

Page 280