Tuhfat al-Aʿyān li-Nūr al-Dīn al-Sālimī
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
قالت هريرة لما جئت زائرها ... = ... ... ويلي عليك وويلي منك يا رجل وأنا مع ما قد حدثت أعلل نفسي فيكم بليت ولعل وعسى وأقول مكابرا لعقلي عسى أن تنتبهوا من غفلتكم وترجعوا عن مدخلكم وينسد الحال وتنصلح الأحوال لأن هذا المدخل مدخل طمع ملك وطلب عرض وثار؛ وقد قال الله تعالى ( ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) وقال تعالى ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) وقال تعالى ( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) ولا يثبت الله أمرا ظاهره عدل وباطنه جور وظلم والله لا يخفي عليه شيء وإن لبستم على ضعفاء المسلمين وطغام الظاهرة؛ ولا يخفى على الله؛ وقد قال الله ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم؛ إذ يبيتون ما لا يرضى من القول ) فمسألتي من حضراتكم قبول النصيحة وترك الجب ولا تكونوا كالذين قال الله فيهم ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) وأنا مع كل هذا أحذر من انفتاق الحال بيني وبينكم ووقوع الفرقة والقطيعة وانفتاح الشر وأنا فيكم كما قال الأول:
وإذا مرضنا أتيناكم نعودكم ... = ... وتعتبون فنأتيكم فنعتذر
أفي الكتاب وجدتم ذا فنعذركم = ... بيني وبينكم الإنجيل والزبر
وأنا المبتدأ بالقطيعة والمتظاهر على بالجواب والشنيعة , وأنا مع ذلك أداريكم وأعالجكم وأبذل لكم مني النصيحة محبة فيكم واشفاقا عليكم وأبقي على سدة الحال بيني وبينكم فإن تقبلوا ما قد بذلت لكم من النصيحة والمودة وتقبلوا الحق وتسلموا له فأنا لكم أخ وناصح وصديق مساهم ومقاسم , وإن غلبتكم الأهواء واستحال بكم حب الدنيا واستحو1 عليكم الشيطان؛ وقد قال الله تعالى ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ) وقال تعالى ( زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فهو المهتدي ) وقال ( ومن يهد الله فما له من فضل ) , وقد قيل من لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ , وإذا لم ينفع ما شرحناه رجعنا إلى قول الأول:
Page 302