283

Tuhfat al-Aʿyān li-Nūr al-Dīn al-Sālimī

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

باب إمامة محمد بن أبي غسان وهو فيما أظن من أئمة الطائفة الرستاقية وهم الغلاة في أمر موسى وراشد؛ ولم أجده مصرحا به كذلك غير أني عرفته من أحوالهم فإن أبا بكر أحمد بن عبدالله ابن موسى كان يحتج له ويناظر عنه في سيرة سماها البررة ولم أجد لمحمد بن أبي غسان ذكرا في نسبه غير أني وجدت تاريخا لموت القاضي أبي بكر أحمد بن عمر بن أبي جابر المنحي أنه مات يوم الأربعاء ضحوة , وقد بقي من رمضان اثنا عشر يوما سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة قال وصلى عليه محمد بن أبي غسان الخروصي فإن كان هذا المصلي هو الإمام المذكور فهو خروصي وإن كان غيره فالله أعلم به غير أن هذا الوقت هو فيما أحسب وقت إمامة محمد بن أبي غسان ثم وجدت أن إمامة ابن أبي المعالي كانت في سنة تسع وأربعين وخمسمائة وظهر بذلك أن المصلي غير الإمام أو انه كان إماما فعزل ويمكن أن يكون محمد هذا هو ابن الإمام راشد ابن سعيد لما تقدم أن أبا إسحاق كنى راشد في شعره بأبي غسان ولمدح أهل الباطنة له أنه من أبناء الحلفاء والله أعلم بحقيقة الأمر.

وكانت الطائفة الرستاقية تحاول الغلبة على الدولة حتى ظهروا ومن محاولتهم ما تقدم ذكره في إمامة راشد بن علي , والظاهر أن إمامة محمد بن أبي غسان كانت عند الرستاقية على إمامة راشد بن علي لأن نجاد بن موسى كان فيما يظهر قاضيا له وفي بعض التواريخ قال خرج القاضي نجاد بن موسى مغلوبا مطرودا ليلة الاثنين من سنة اثنتي عشر وخمسمائة ودخلها أبو سعيد بن الحسن بن زياد في دولة محمد ابن خنبش ومحمد بن أبي غسان.

وكتب محمد بن أبي غسان إلى أهل الباطنة كتابا فأجابوه بجواب طويل بليغ يرشح بالسرور ويرفل بالحبور؛ وذكروا فيه أشعارا أعرضنا عن النثر اختصارا ونقتصر منه على الشعر اختيارا. قالوا فيه:

وقلنا له إذا بدا طالعا ... = ... ألا مرحبا مرحبا مرحبا

وكان لنا خير من قد أتى ... = ... وكنا له خير من رحبا

Page 296