Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Genres
حاربناك محاربة المسلمين لأهل البغي حتى تفيء إلى أمر الله؛ لا نهاية لذلك عندنا أو تفنى روحك أو أرواحنا إلى إحياء الحق وإماتة الباطل إن شاء الله، ولا نستحل منك مالا؛ ولا نسبي لك عيالا، ولا ننسف لك دارا؛ ولا نعقر لك نخلا ولا نعضد لك شجرا؛ ولا نستحل منك حراما؛ ولا نجهز على جريح ولا نقتل مواليا تائبا، ولا نقتل مستأمنا إلينا؛ ولا نغنم ماله، ولا ندعو أحدا يتعدى عليه بنفس ولا مال؛ فإن فعل ذلك أحد بأحد أخذنا له الحق إذا صح معنا، ومن كان في يده مال فهو أولى بما في يده؛ لأنا لا نزيل مالا إلا بحجة.
ثم قوى أمر يوسف بن وجيه بعد الإمام سعيد بن عبدالله، واستفحل أمره وقويت شوكته وحارب البصرة في آخر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
قال ابن الأثير: في هذه السنة في ذو الحجة سار يوسف بن وجيه صاحب عمان في مراكب كثيرة يريد البصرة، وحارب البريدي فملك الأبله وقوى قوة عظيمة وقارب أن يملك البصرة فأشرف البريدي وأخوته على الهلاك، وكان له ملاح يعرف بالرمادي، فضمن للبريدي هزيمة يوسف، فوعده الإحسان العظيم، وأخذ الملاح زورقين فملأهما سعفا يابسا ولم يعلم به أحد، وحدرهما في الليل حتى قارب الأبلة، وكانت مراكب ابن وجيه تشد بعضها إلى بعض فتصير كالجسر؛ فلما انتصف الليل أشعل ذلك الملاح النار في السعف الذي في الزورقين وأرسلهما مع الجزر والنار فيهما، فأقبلا أسرع من الريح فوقعا في تلك السفن والمراكب فاشتعلت واحترقت قلوسها واحترق من فيها، ونهب الناس منها مالا عظيما، ومضى يوسف بن وجيه هاربا في المحرم سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. قال وأحسن البريدي إلى ذلك الملاح.
Page 251