Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Genres
ووجدت أن الجبابرة تغلبوا على أهل عمان يسومونهم سوء العذاب أربعين سنة , ولذلك بعد حرب محمد بن بور , ولعل هؤلاء الجبابرة كانوا من بني سامة وهم عشيرة موسى بن موسى؛ ففي تاريخ ابن خلدون بعد ذكر عمان قال: وكانت بها في الإسلام دولة لبني سامة بن لؤى بن غالب , قال وكثير من نسابه قريش يدفعونهم عن هذا النسب أولهم بها محمد بن القاسم السامي بعثه المعتضد وأعانه ففتحها وطرد الخوارج إلى نزوى قاعدة الجبال , وأراد بالخوارج المسلمين.
قال: وأقام الخطبة لبين العباس وتوارث ذلك بنوه وأظهروا شعار السنة أي سنتهم , قال ثم اختلفوا سنة خمس وثلاثمائة وتحاربوا , ولحق بعثهم بالقرامطة , وأقاموا فتنة إلى أن تغلب عليهم أبو طاهر القرمطي سنة سبع عشرة عند اقتلاعه الحجر , وخطب بها لعبيد الله المهدي وترددت ولاة القرامطة عليها من سنة سبع عشرة إلى سنة خمس وسبعين فترهب واليها منهم وزهد , وملكها أهل نزوى وقتلوا من كانوا بها من القرامطة والروافض , وبقيت في أيديهم ورياستها للأزد منهم.
قال ثم سار بنو مكرم من وجوه عمان إلى بغداد واستخدموا لبني بويه وأعانوهم بالمراكب من فارس , فملكوا مدينة عمان وطردوا الخوارج , يعني المسلمين , إلى جبالهم وخطبوا لبني العباس , ثم ضعفت دولة بني بوية ببغداد , فاستبد بنو مكرم بعمان وتوارثوا ملكها , وكان منهم مؤيد الدولة أبو القاسم علي ابن ناصر الدولة الحسين بن مكرم وكان ملكا جوادا ممدوحا قاله البيهقي , ومدحه مهيار اليلمي وغيره , ومات سنة ثمان وعشرين وأربعمائة بعد مدة طويلة في الملك.
Page 226