199

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Genres

ليس يمحوا لا شمار بكذب= ... الضال إذ تدعو إليه العزيفا ذكر عزل راشد بن النظر

وذلك بعد ما مضى له في الإمامة أربع سنين وثمانية وخمسون يوما , وسبب عزله تحرك القلوب عليه وكثرة الضغائن بقتلى من قتل بالروضة من وجوه الأزد , وتحريض ابن دريد عليه وموافقة موسى بن موسى لهم في ذلك , قال أبو قحطان خرج موسى على راشد من بعد ما قدمه واختاره فخلعه وفسقه وبرئ منه ودعا إلى حربه من غير مخالفة لراشد منه لم يحدث حدثا يستحق به منه الخلع في دينه , لأنه كان يراه إماما ففعل به مثل ما فعل بالصلت بن مالك سواء بسواء , ودعا إلى عزله وألب عليه , قال وقد كنا سمعنا أن راشدا خرج غليه إلى أزكي يسترضيه فلم يدرك رضاه؛ وأخذ في عزله من غير أن يظهر عليه حدثا يعرفه الناس إلا أنه يدعو إلى عزله كما كان يدعو على عزل الصلت بن مالك؛ بل كان الصلت بن مالك معه على ما كان يظهر منه خيرا من راشد؛ لأنه خرج على الصلت بن مالك ولا نعلم انه خلعه.

وأما راشد فقد كان يفسقه على ما سمعنا فسار موسى ومن اتبعه حتى نزلوا فرق , واجتمع شاذان ومن أجابه في موضع معاضدين لموسى , وكان الحواري ابن عبدالله والوليد بن مخلد ومن أجابه في موضع يقال له سندان في أعلى من الموضع الذي كان فيه شاذان ومن معه ناصر بن مرشد , وكان راشد في موضع الإمامة وموسى في فرق سائرا على راشد بعد إن كان والاه؛ وافترق موسى وراشد والحواري بن عبدالله والوليد بن مخلد من بعد الألفة والأخوة لأنهم كانوا تآلفوا على عزل الإمام الصلت بن مالك وبايعوا راشدا وصاروا حربا وعادوا أعداء , فموسى يطلب عزل راشد والحواري والوليد يطلبان نصرته , فلو كان أمرهم رشيدا في الأصل لكان الوليد والحواري مصيبين في نصرهما لإمامهما ولكان موسى مخطئا إذ نكث على إمامه؛ ولكن أمرهم في الأصل كان لغير الله؛ فلم يجمع الله شملهم , ورد بعضهم على بعض , واجتمع موسى وشاذان بعد العداوة نعوذ بالله من الفتن.

Page 208