191

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Genres

وكذلك قال الله ( ويختار ما كان لهم الخيرة , قال الله إجلالا لنفسه سبحان الله عما يصفون فحكمه على العوام بالإمامة ما قال الله ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ) ولم يجعل لهم الخيرة والاستثناء لهم فكيف يزعم هؤلاء أنهم يجوز لهم أن يأمروا إماما قد اشترى لله نفسه بيعة باع نفسه بها من الله أن يخلعها من عنقه وأجازوا له ذلك وما ذلك جائز للأئمة إلا شاءت بعد الشرى خرجت منه واختلعت ولا ذلك جائز لأحد أن يسأل ذلك صلتا ولا غيره إلا بحقه وحله منه بما تنزل به الإمامة , ومن أين يجوز لهم أن يأمروا إماما يزعمون أنه انتزع إمامة إمام عدل وحاربه حتى وقعت القتلى ظالما له عندهم ولمن قد قتل وسفك دمه أن يردها إليه , إن هذا لهو اللعب بالدين والاختلاط.

وقال الأزهر بن محمد بن جعفر: وأما أبو المؤثر فليس أدرى ما كان بينه وبين هؤلاء إلا أني أعرف يقينا أن أبا المؤثر كان كاتب أبا علي وينكر مناكر كانت بصحار ثم قدم من صحار وقد قدم راشد وكان يختلف إليه ويلقى والدي في تلك الأسباب , وقال والدي وأنا أسمعه , قال في أبي علي أنه أراد أن يكون بفرق ولو شهرين حتى يتفق الأمر في الصلت بن مالك فاعتزل برأيهم وقال أبو المؤثر وأنا أحفظ هذا عنه أن الصلت بن مالك قد خرج من الإمامة واعتزل ورد الخاتم ولكن راشد لم يقم بعقده إلا موسى وحده قال فانظر كيف كان موسى جليلا عنده , فقال له والدي لترسل إليه محمد بن المنذر فاستضعفه فقال له أسيد ابن المنذر فقال نعم ورآه موضعا للعقد؛ فهذا الذي أحفظه وأستيقن عليه منه , ثم كان من بعد ذلك مخالطا لراشد ما شاء الله ثم وقع سبب لعله عتب فيه على أبي علي وجرت الأعتاب بينهم.

Page 200