167

ودخلت سنة تسع وسبعائة:

فاتفق تناقص النيل كما اتفق فى أيام كتبغا ، فاجتمعت الخواطر على أن ذلك لغيبة الملك الناصر ، وقالوا كان خروجه الأول سببا للفناء والغلاءوالثانى موجبا للمحل والبلاء وفيها وصل علاء الدين ايدغدى الشمسى المعروف بالتليلى وعلاء الدين ايدغدى الخوارزى ، الرسولان السائران من الأبواب السلطانية إلى المريتى صاحب مراكش . وكانت مدة غيبتهما فى هذه الرسالة ثلاث سنين لأنهما توجتها فى أوائل سنةست وسبعمائة وأخيرا أنهما أقاما فى الطريق حول ثلاثة أشهر واجتمعا بأبى يعتوب المرينى وهو نازل فى تلمسان المستبجدة الى بناها لمحاصرة تلمسان العتيقة ، وأو صلا إليه الهدية والمالياث المسيرين من الأبواب السلطانية، فتلقاهما بالإكرام وأوسع لهما العطاء والإنعام وأرسلهما إلى 14فاس وهى ) كرسى ملكته ومدينة سلطنته ليتفر جا فيها إلى أن يأذن لهما وأجرى عليها أنزالا وأجزل لهما توالا، وأقاما هناك ينتظران فراغه مما هو بصدده وعوده إلى بلده، فإنه كان قد أشرف على أخذ تلمسان وطاولها مدة من الزمان حتى فنيت منها الأزواد وقتل من بها من رجال الجهاد ، ولم يبق عند ملكها وطائفته من القوت إلا قيام شهر فبئما المرينى معتقد بلوغ المرام ناداه داعى الحمام، فقتل على فرشه وحمل عن عرشه لنعشه. وحكى آنه إنما قتله خادم من خدامه وذلك آنه استشعر أمرا أنكره من بعض حرمه واتهم بالمواطأة عليه أحد خدمه ، فأمر به ليقتل. فذهبوا به كما أمر . فسأله من بالباب من الخدام عن شأنه ولم يسحب مقرنا دون أقرانه، فقال لهم إن السلطان اتهمنى وإياكم فى أهله وليس منكم ناج من قتله ، فانظروا لأنفسكم ، فوئب

Page 192