ووخلت سنة ست وسبعمائة:
فيها وجد الركن الجاشنكير على علم الدين الجاولى أستاذ الدار موجدة عظيمة وسعى عنده به أهل النميمة، فقلب له ظهر الحمن وتنكر وتغير عليه و تكدر وأمر بعض الكتبة محاققته على ما كان من مباشرته ، فشوا مع هواه واشارته ولفقوا فصولا لا تتعلق بوظيفته، فعزله عندها وطالبه بالجمول ال و أخمله كل الخمول واعتقله أياما قلائل، فكثرت فيه الوسائل ، فأقصر عن أذيته بشرط إخراجه من الديار المصرية بالعتاية السلطانية، فأخرج إلى الشام ال وبقى بها إلى آن عاد على أحسن نظام كما سنذكره . وفيها عزل سعد الدين ابن عطايا عن الوزارة واستوزر ضياء الدين النشائى . وفيها عادت رسل الأبواب الشريفة من عند طقطا ملك التتار وهما سيف الدين بلبان الحكيمى وفخر الدين اياز الشمسى ووصل معه رسول من جهته اسمه نامون، فأكرم على عادة أمثاله ووقرت مادة إقاماته وإنزاله . وفى هذه السنة قتل أبو يعقوب المريني صاحب مراكش وهو محاصر تلمسان، واستقر ولده أبو سالم بعده شيئا بسيرا ثم قتل واستقر ابن ابنه أبو ثابت عامر بن عبد الله بن يعقوب المريني.
Page 180