بوجوه تعشى السيوف ضياء
وسيوف تغشى الشموس وقودا
فى مقام تخر فى ضنكه البي
ض على البيض ركعا وسجودا
وشاهد جميع التتار هذه الحال فحاروا ولبثوا ريما تضحى النهار لا يستطيعون الفرار ولا بجدون سبيلا إلى المطار . فعند ذلك فرجت لهم العساكر قرجة قيما بينهم من رأس الميسرة، فتهافتوا تهافت الفراش إلى التار وتسللوا منها يولون الأدبار، فزلت منهم فرقة مقدمها جوبان قى زهاء ثلاثين ألفا وتلاهم قطلواشاه بفرقة ثانية نحوا من ذلك وتبعتهم الفرقة الثالثة مع طيطق . فلما صاروا بين يدينا ركبنا اكتافهم وفرقنا آلافهم وآخذت العساكر تعلوهم ال بالسيوف وتقتل ألوفا بعد ألوف، وطربت المسامع لوقع الحسام وتفصلت عن عراها الهام، وبقوا كذلك سحابة ذلك اليوم، فلم ينج أحد من القوم إلا شريد (نجا به برذونه هالكا من الظماء ومتسر بلا رداء الظلماء . :
مضوا تتسابق الأعضاء فيهم
لأرؤسهم بأرجلهم عثسار
إذا فات السيوف تناولهم
بأسياف من العطش القفار
تولوا حين لم بجدوا قرارا
فلاذوا بالفرار وما الفرار
بمنجيهم من الأسياف يوما
ولكن فيه نالهم الدمار
وتمت النصرة وحقت على الأعداء الكسرة وكان الذين استشهدوا فى هذه الوقعة من أمراء الميمنة الذين صيرواللصدعة الأولى وصاروا إلى جنة الرضوان ال وهم بها أولى وهم : حسام الدين أستاذ دار والمبارز بن قرمان وعلاء الدين ين الجاكى وسنقر الكافرى وأيدمر الشمسى وجمال الدين أقوش الشمسى الحاجب وعز الدين أيدمر الرفا وسيف الدين بلبان الدكاجوكى وعز الدين أيدمر النقيب وعلاء الدين ابن درا والحسام بن باخل، ونحوا من آلف فارس من أجناد الأمراء وغيرهم ، وبات المسلمون ليلهم الثانية مستبشرين بالنصر المتاح حتى هتف داعى الصباح . فلما كان صبيحة الاثنين الرابع من شهر الصيام، جهر السلطان خيل الطلب وراء العدو وتظفت من وجدت منهم فبادوا قتلى وأسرى وأخذوا فى كل أوب قسرا وصاروا حديثا فى الأمصار
Page 167