125

بلمشق وسيره إلها لأنه كان قد وعده بها. واهم بعمارة جامع ابن طولون ال وزيادة أمواله وصلاح أحواله، وفسح للإمام الحاكم بأمر الله الخليفة فى الخروج والدخول والركوب والنزول، وأسكنه مناظر الكبش وأجرى عليه أنزالا كافية ووصله صلات وافية . ثم إنه كره أن يكون مولانا السلطان ممنوعا من لذته، محصورا عن حركته، واقتضت الأقدار الإلهية والإرادة الربانية توجهه إلى الكرك، فتوجه به إليها الأمير سيف الدين سلار، فكان فى خروجه من بيته وفراقه لعصبته شبها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اتفق حروجه ن المدينة ونزل فى حقه قوله تعالى :

(كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون، بجادلونك فى الخق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى المؤت وهم ينظرون) .

الى قوله:

(ويريد الله أن بحق الحسق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ) .

وكان كذلك على ما سنذكره بعد. وأفرج عن ركن الدين الجاشتكير وأمره بطبلخاناه فى الديار المصرية، وعن برلغى وأمره بطبلخاناه دمشق وتوجه إليها وأقام فيها مدة ، وأمر منكونمر مملوكه وعلاء الدين ايدغدى شتير وسيف الدين بهادر المعزى وسيف الدين جاغان وبهادر الجوكندار وغيرهم من الأمراء . وفيها عاد نجم الدين خضر بن الظاهر وأمه ال و أخوه سلامش من القسطنطينية إلى الديار المصرية وسأل الحج ، فتوجه إلى الحجاز هو والخليفة الحاكم . وفيها نشبت البغضة فى نفس لاجين من شمس الدين قراسنقر بسعاية منكوتمر ووشايته وعمله على انتزاع إقطاعه ونيابته، فتغير عن مودته وتسى سالف صحبته، فقبض عليه وعلى بدر الدين بيسرى

Page 149