110

8 معزل عنه ولله الحمد . ولما عاد السلطان إلى القلعة المحروسة (شفع إليه بدر الدين بيدرافى حسام الدين لاجين ، فأفرج عنه وأعطاه ماثة نارس ووهيه لبيدرا . وقال له - لما أخرج من السجن وجىء به ليقبل الأرض بين يديه أن بيدرا شفع فيلك وقد وهبتك له حقا وصرت له رقأ . وفى ذى الحجة من هذه السنة ترقب السلطان تجديد مولود يولد له قريبا وأمل أن يكون ذكرا تجيبا وأزمع الاهتمام لمولوده بما يليق بمثله وإظهار الفرح الملوكى بزيه وشكله ال وفعل ما جرت عادة أمثاله بفعله من لعب القبق المعهود واجتماع العساكر والجنود ، وإضافة منائح الجود فى الوجود . فأمر بأن تتأهب العساكر كافة لتجهيز العدد الثمينة وتزيينها بأحسن الزينة وتكيل الآلات من الجواشن والبركصطواناتليعر ضوا أطلابا على جارى العادات ويبرز المبارزون فى أجمل الهيئات، فأقام الناس أياما يتجهزون ويتأهبون ويستعدون ويبتاعون العده بأنفس الأثمان ويتغالون فى السر والإعلان وأنفقوا أموالا تستغرق الإحصاء وتكاثر عدد الحصاء واشتروا ما قيمته درهم بعشرة، وتجمل من كان ذا يسرة وتكلف ذو العسرة لعلمه أنه إن قصر فلا معنرة: وشرع في نصب القبق قبل يوم المهم بثلاثة أيام وأمر أن تستدعى الأغنام والفواكه من كل مكان وأن يتناهى فى ( الخوان يوم الخوان حتى يكون أعظم كثرة مما عمل فى المهمات الظاهرية والأيام المنصورية، ولا يكون له نظير فى الهمم الملوكية الى عملت بالديار المصرية فامتثل الوزراء والنواب أمرهم واعتمدوا عليه وأعدوا كل ما بحتاج إليه. واستمر لعب القبق يومين متواليين، وكل ما أصاب المرى وأنشب فى الغرض سهما، خلع عليه بالخلع المعلمة وأعطى التشاريف الملائمة ولما كان فى اليوم الثالث وهو ينظر البمام والبشارة بالغلام وضعت عقيلته أنى. فلما بلغه الخبر خامره الغيظ العظيم، فظل كما قال الله * وهو كظم ، ومد ذلك الخوان فى الميدان فهيت رياح عواصف لم ير أكثر منها عجاجا ولا أكير إز عاجا ، فاسود الفضاء وأضن النهار كأنه ما أضاء

Page 134