127

Tuhfa Madaniyya

التحفة المدنية في العقيدة السلفية (وطبع الكتاب باسم: الفواكه العذاب في معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (في الصفات) بتحقيق الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي - مؤسسة الرسالة)

Investigator

عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

الأرض دون السماء بذاته، فوجب حمل هذه الآيات على المعنى الصحيح المجمع عليه، وذلك أنه في السماء إله معبود أهل السماء، وفي الأرض إله معبود أهل الأرض، وكذا قال أهل العلم بالتفسير، وظاهر التنزيل يشهد أنه على العرش، فالاختلاف في ذلك ساقط، وأسعد الناس به من ساعد الظاهر. وأما قوله في الآية الأخرى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾ فالإجماع والاتفاق قد بين أن المراد بأنه معبود أهل الأرض. فتدبر هذا فإنه قاطع. ومن الحجة أيضا في أنه ﷿ على العرش فوق السماوات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر ونزلت بهم شدة، رفعوا وجوههم إلى السماء، ونصبوا أيديهم رافعين لها مشيرين بها إلى السماء يستغيثون الله ربهم ﵎. هذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج إلى أكثر من حكايته، وقد «قال ﷺ للأمة السوداء: "أين الله؟ " فأشارت إلى السماء، ثم قال لها: "من أنا؟ " قالت: رسول الله قال: "فاعتقها فإنها مؤمنة» ". فاكتفى رسول الله ﷺ منها برفعها رأسها إلى السماء. قال: وأما احتجاجهم بقوله: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ [المجادلة: ٧]

1 / 148