Tuhfa Casjadiya
التحفة العسجدية
Publication Year
1343 AH
Your recent searches will show up here
Publication Year
1343 AH
فصل وأما أنه سبحانه سبحانه يفعل الفعل من دون غرض وحكمة، ولهذا قال الرازي: إنهم يتأولون كل لام في القرآن ظاهرها الغرض ، لأنه تعالى لا يفعل كذا لكذا. انتهى.
فعندهم لا يتقيد فعله تعالى بحكمة.
قال الرازي في مفاتيح الغيب تقريرا لهذه المسألة: حكى الشهرستاني عن ماري شارح الأناجيل، وهي مذكورة في التوراة متفرقة على شكل مناظرة بين إبليس، وبين الملائكة بعد الامر بالسجود قال إبليس للملائكة: إني أسلم أن لي الها هو خالقي، لكن لي على حكمة الله تعالى أسئلة سبعة:
الأول - ما الحكمة في الخلق ولا سيما أنه كان عالما بأن الكافر لا يستوجب عند خلقه إلا الآلام؟.
2 - ثم ما الفائدة في التكليف مع أنه لا يعود منه نفع ولا ضرر، وكل ما يعود إلى المكلفين فهو قادر على تحصيله لهم من غير واسطة التكليف؟.
3 - هب أنه كلفني بمعرفته وطاعته، فلماذا كلفني السجود لآدم؟.
4 - ثم لما عصيته فلم لعنني؟ وأوجب عقابي مع أنه لا فائدة له، ولا لغيره فيه، ولي فيه أعظم الضرر؟
5 - ثم لما فعل ذلك فلم مكنني من الوسوسة لآدم؟
6 - ثم لما فعلت فلم سلطني على أولاده؟ ومكنني من اغوائهم؟
7 - ثم لما استمهلته المدة الطويلة في ذلك فلم أمهلني ومعلوم أن العالم لو كان خاليا عن الشر لكان ذلك خيرا؟
Page 32
Enter a page number between 1 - 120