318

Al-Tuḥaf sharḥ al-Zulf

التحف شرح الزلف

Genres

الإمام عز الدين بن الحسن

الزلف:

59- ووالدنا من أنبأت بوفاته .... ملائكة سكت بذاك المسامع

التحف:

اسم الإشارة في المصراع الأخير قائم مقام الضمير الذي مرجعه ما تقدمه معنى، وهذا من مخالفة الظاهر، ولا يخفا وجهه.

هذا وقد تضمن البيت ذكر:

الإمام المؤتمن، مجدد دين الله في أرض اليمن، الهادي إلى الحق أبي الحسن عز الدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد عليهم السلام.

نهض بما استودعه الله من السر المخزون، والعلم المكنون، تاسع يوم من شوال سنة ثمانين وثمانمائة، وولادته في مثل هذا التاريخ، وقد اتفق مثله لجده الإمام علي بن المؤيد.

وهو المجدد في التسع المائة، ومكن الله بسطته حتى نفذت أحكام الإمامة في مكة المشرفة وما والاها من بعد أرض اليمن، وتسارعت إلى إجابة دعوته، وإقامة حجته العلماء، وأيده الله بنصره.

قبضه الله يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رجب سنة تسعمائة، عن خمس وخمسين، وكان يسمع وقت وفاته رحم الله الإمام المؤتمن، المحيي لما مات من الفرائض والسنن، أبا الحسن عز الدين بن الحسن، يسمعون الصوت ولا يرون الشخص.

ورثاه الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين بن الإمام أحمد بن يحيى المرتضى بترثية أرسل بها من صنعاء إلى الإمام الناصر الحسن بن عز الدين صدرها، وقد ذكر النداء الذي سمعوه:

هل الوجد إلا دون ما أنت واجده .... وما الخلق إلا دون من أنت فاقده

مصاب على الإسلام مر مذاقه .... وأنحت على الدين الحنيف شدائده

ومنها:

وباك بدمع كالحياء فسحبه .... خفوق وترجيف الفؤاد رواعده

إلى أن قال:

فيا لك من خطب عظيم وحادث .... جسيم يسوء العالمين موارده

نعاه إلينا قبل يوم وقوعه .... بسبع إله الخلق والسمع شاهده

تداعينه عمن سواه ومن يك .... به الله أنبأ فهو جم محامده

أبا حسن قد كنت للخلق هاديا .... إلى الحق مهديا عظيما فوائده

فمن ذا الذي نرجوه بعدك للورى .... إماما فننحوا نحوه ونراوده

ومن لأسود الحق يجمع شملها .... إذا ما ترامت للضلال أساوده ومنها:

Page 325