246

هذا، ولم يكن الخلاف بينهم إلا أن أئمة العترة عليهم السلام دعوا إلى التوحيد والعدل، وإقامة الكتاب والسنة، وإصلاح العباد والبلاد، والمعارضون لهم دعوا إلى الإلحاد، وإفساد البلاد والعباد، ولم يكن المجاهدون مع أهل البيت إلا ذووا الإيمان من أهل اليمن خاصة، أنصار الرسول ووصيه أمير المؤمنين عليهم الصلاة والسلام، لم يستنصروا عليهم بغيرهم، ولم يدخلوا إلى اليمن أي دخيل، بل لا يقوم الإمام منهم إلا بعد أن يجمع عليه أهل الحل والعقد منهم، ويلزموه الحجة، فيقوم لإنقاذ الأمة، لا يستأثر عليهم بمثقال الذرة، فيخرج من الخلافة كما دخلها، ويتركهم يختارون لأمرهم ودينهم من يرتضون، هكذا سيرتهم النبوية، وطريقتهم العلوية، إلى زمن يسير من أيام المتأخرين، فسد فيه الراعي والرعية، وهي لا تلبث أن تتغير بمن الله تعالى، فالإيمان يمان كما قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أعرضنا عن ذكر من وقعت منهم بعض المخالفة، فالكتاب مخصوص بأئمة الهدى، ليس كسائر كتب السير كما أشرنا إلى ذلك سابقا.

هذا، ومن ذرية الإمام الديلمي: المتوكل على الله الداعي أيام الإمام يحيى بن حمزة، وهو أحمد بن علي بن مدافع بن محمد بن عبدالله بن محمد بن الحسين بن الإمام عليه السلام، المتوفى سنة سبعمائة وخمسين، مشهده برغافة.

وآل الديلمي باليمن نسبة إلى الإمام أبي الفتح، ومن أعلامهم في العصر الأخير: السيد زيد بن علي بن الحسن بن عبد الوهاب بن الحسين بن حسين بن إبراهيم بن يحيى بن علي الناصر الديلمي المتوفى بصنعاء سنة (1366ه). انتهى نيل الحسنيين ص153.

Page 253