وعاد مسرور إلى الرشيد فأخبره بكل ما قال، قال: فقال له: فما قلت له: فأخبره بما قال، قال: أصبت، وأمره أن يرجع إليه ويقول له: يقول لك أمير المؤمنين، إن أحببت أن أطلق عنك فأخبرني بأسماء السبعين الذين أخذت لهم الأمان لأعلم أنك بريء مما سعي إلي فيك، فإنك إن فعلت أخرجتك من حبسي، وأجزتك بألف ألف دينار، وأقطعتك من القطائع، وأعطيت أصحابك من الأموال كذا وكذا، وأنزلتهم من البلاد حيث شاءوا.
قال مسرور: فلما قلت له ذلك، قال: قل له: يا أمير المؤمنين، أله عن ذكر أولئك، فإنك لو قطعتني إربا إربا لم يرني الله أشاركك في دمائهم، ولو أعطيتني جميع ما في الأرض ما أنبأتك باسم واحد منهم، فاصنع ما بدا لك، فإن الله بالمرصاد.
إلى قوله: قال أسلم: فجئت إلى محبسي فأخرجت يحيى منه وجعلته في بيت دونه ثلاثة أبواب، وأغلقت الباب الأول والثاني والثالث.
إلى قوله: فلما كان بعد سبعة أيام أتيته والموكلون بالباب فدخلت عليه، وأغلقت الباب من داخل فإذا هو يصلي، فاشتد تعجبي، وقعدت بحذاه، وقلت: بهذه الخلقة أردت الخلافة، وبهذا الوجه أردت الخروج على أمير المؤمنين - وكان يحيى خفيف اللحية - وهو مقبل على صلاته ما يلتفت إلي، فما زلت أعرض به وهو مقبل على صلاته ما يلتفت إلي حتى شتمته.
إلى قوله: فأسرع في صلاته وأوجز فيها، ثم وثب إلي وثوب أسد فقعد على صدري، وقبض على حلقي وعصره حتى ظننت أنه قد قتلني، ثم أرسلني حتى استرحت، ثم قبض على حلقي حتى فعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال: لولا أنه ليس في قتلك درك لقتلتك، ثم قال: ويلك من شتمت أفاطمة بنت محمد أم فاطمة بنت أسد أم فاطمة بنت الحسين، أم زينب بنت أبي سلمة، ثم خلاني فخرجت هاربا، وفتحت الأبواب، وقلت للبوابين ادخلوا فليس هذه قوة من لم يأكل سبعة أيام شيئا ففتشوا البيت.
Page 140