136

Tribes of Iraq

عشائر العراق

Genres

٩ - من عمان الى العمادية أو جولة في كردستان الجنوبية: هذا الكتاب ينم عن دراسة في تاريخ الكرد مزجها بمشاهدة وغالبها تستند الى السرفنامة، أو بالتعبير الأولى لتقوية المعلومات والتثبت منها بهذه الجولة أو الجمع بين التاريخ وهذه الجولة وكأنه يكتب عن اطلاع واسع، ولا شك أن هذا الأثر غالب معلوماته صحيحة، ولكنه يحاول مؤلفه أن يظهر ككردي متعصب أو معاد للدولة العربية في العراق، وبالتعبير الأولى كتابه لإرضاء طائفة بما تهوى فلم يكن علميًا. ومعلوماته الحاضرة بسيطة من الإداريين ومن الشرفنامة، وكان الأولى به أن لا يعادي بين الشعوب العراقية، ويقرب للألفة، ويدعو للأخوة إلا أنه خاب في ما طلبه وخذل في مسعاه وكانت جولته قد بدأت في ١١ تموز سنة ١٩٣١ وأنهاها في نحو ٤ آب سنة ١٩٣١. ١٠ - كردلر: منقول من اللغة الألمانية الى التركية. وهذا الكتاب يعين فيه مؤلفه اتجاهات مهمة ولا يخلو من أغلاط كثيرة لم يتثبت منها المؤلف، ومباحثه مقتضبة، وآراؤه فيها الحق والباطل، والصواب والغلط.. وكان من اللازم أن يحقق الموضوع، ويعين المطلب عند نقله الى التركية، فلم يراع ذلك مما يعد نقصًا، ومثل هذا النقل قد يوقع في مجموعة أخطاء، فيضر علميًا، طبع سنة ١٣٣٤ باستانبول في المطبعة الاورخانية نقل الى التركية وأصله للدكتور فريخ كان قد نشره المجمع الشرقي في برلين، والطبعة التركية من نشريات مديرية العشائر والمهاجرين. أما تحامله على مؤرخي العرب، فهذا نتيجة فكرة خاصة للمؤلف في تبعيد العناصر وإلقاء بذور العداء بينها وهذه شنشنة متبعة عند كثيرين من الغربيين، فإذا كان قد عد الانفصال الإيراني عن العرب حادثًا مهمًا بدت آثاره في التشيع واتخاذه طريقًا لتقوية الخلاف والانفصال، فلا ريب أنه لم تركن الى ما يبرر اعتبار القومية الكردية وتوسلها في هذا الانفصال في حين أن العرب لم يشأ واحد منهم أن يجعل " أمة " مندمجة في أخرى، أو قريبة منها بأمل هذا الاندغام أو الاندماج، وإنما رعوا أمرًا أجل، وهو الأخوة الدينية، ولا تضرها اختلاف القوميات، واستقلال كل أمة بعوائدها، وآدابها ولغاتها. وآية " جعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا ... " مما قربت بين الأقوام وإيجاد العداء باعد بين الشعوب الغربية التي لم يستطع دين أن يقرب بينهم، أو أخلاق عامة تؤلف.!! الأمر الذي اضطرهم الى حروب طاحنة، ونزاع دائم لا يستطيعون أن يتوقعوا منه ضررهما ... وهناك تواريخ تركية وفارسية عامة تتعرض لبعض الحوادث، وهي كثيرة، وربما نتعرض للنقل منها. ولعل في هذه المراجع ما يعين مكانة البحث، والاهتمام به من مؤلفين عديدين. وهناك مؤلفات إيرانية عديدة، ومباحث علمية تركية في كتب ورسائل ومجلات لا تنكر الاستفادة منها ولا من المؤلفات العربية العديدة. وأكبر من كل ذلك تعيين الصلة بقدر الامكان بين العشائر الحاضرة، وبين ماضيها. وقد بذلت الوسع للحصول على هذه المعرفة سواء بالرجوع الى هذه الآثار وأمثالها أو الى أصل القبائل واستنطاقها. وقد قضى ما عليه من بلغ الجهد ... الاسرة هذه أصل القبيلة، أو القرية، أو المدينة. ومن اللازم التعرض لها، والاتصال بمباحثها مباشرة. وتفترق هذه عما عند العرب من وجوه عديدة. فيصح أن يقال إنها كانت سائرة على خلاف ما عند العرب. فلا يحتفظ بها لأكثر من تكون البيت، ومن ثم تزول كل علاقة، وتنقطع كل صلة نوعًا. وتوضيح هذا يستدعي تفصيلًا زائدًا، فالرجل مرتبط بزوجه وولده حتى يكبر ويتزوج. ومن ثم تضعف صلته، ويقل اتصاله. ومن الجهة الأخرى ان أصل أسرته لا يرتبط به كثيرًا، بل يحاول أن يقوم بنفسه فيجعل حبله على غاربه. ومعنى هذا ليس المقصود منه الانقطاع التام من كل وجه، وإنما يتعين في هذا تكاتف القبيلة أو القرية فيكون من أفرادها، فيراعى مقرراتها بصورة عامة، كأنه عاش في أسرته مدة ليكون ابن القرية أو القبيلة. وكثيرًا ما سألت الكرد، وتحققت عن أنسابهم وأسماء أجدادهم فكان استغرابي عظيمًا جدًا لما أن أخفقت فرجعت بصفقة المغبون، فلا يتمكن الأكثر من الإجابة لأزيد من جدّ إلا القليل من الرؤساء، والعبرة للسواد الأعظم، لا يعرفون غير اسم الأب أو الجد، ثم القرية، واسم القبيلة، وما سوى ذلك لا يلتفتون اليه، ولا يبالون به مهما كان. والعرب في هذه الحالة يفترقون عنهم.

1 / 136