وذهب إلى هذا الباطل أيضا محمد الصادقي في تفسيره حيث قال في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ ١ قال: "فلا يبقى دين إلا دين الإسلام، وكما وعدناه في دولة القائم المهدي محمد بن الحسن العسكري ﵇ الذي به يملأ الله الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا".
إن جذور ومؤهلات هذه الغاية متواجدة في شريعة الإسلام مهما لم تتحقق زمن الرسول ﵌ وخلفائه حتى الآن ظهورا على الأديان، ولكنها سوف تتحقق في الدولة المحمدية الأخيرة التي يبتدئ بها مؤسسا لها حفيده المهدي المنتظر، عليه السلام٢، ويقول: "إن الديانات الأخرى، من حق وباطل ليست لها مؤهلات الغلبة الشاملة وتأسيس دولة موحدة عالية لا في ذواتها، ولا في زعاماتها، ولكنما الإسلام يملك هذه الأهلية فيها معا فدستوره العالمي هو قرآنه الكامل، الحافل لكافة متطلبات الحياة وقيادته العالمية هي الظاهرة في رسوله وأوصيائه والباهرة أخيرا "!! " في القائم المهدي، ﵇"٣.
ومن عجائب تفسيرهم، تفسير محمد الصادقي لقوله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ ٤، حيث يقول: فما هو الفجر هنا؟ إنه هو كل فجر من كل ليلة، وفجر شمس الرسالة المحمدية وفجر قيام المهدي ﵇ من ولده، وفجر العقول عن ظلمات الأهواء، وفجر العيون والأنهار٥. ثم نقل رواية عن الصادق "ع" قال: ﴿وَالْفَجْرِ﴾ هو القائم، والليالي العشر الأئمة من الحسن إلى الحسن ﴿وَالشَّفْعِ﴾ أمير المؤمنين وفاطمة، ﴿وَالْوَتْرِ﴾ هو الله وحده لا شريك له