37

Tisca Tasawwurat Can Zaman

تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال

Genres

لكن اللحظات الراهنة أعقد بكثير من مجرد كونها لقطات، ويفضل باربور مصطلح «كبسولة الزمن» لوصف حالة العالم فيما نطلق عليه أي لحظة في ظل افتقارنا إلى مصطلح أفضل. كل شيء بدءا من ملحوظة تذكيرية كتبت على قطعة من الورق إلى الأحفوريات في الطبقات الجيولوجية أو صور المجرات البعيدة التي سجلها تليسكوب هابل الفضائي يشكل سجلات حقيقية توجد في كبسولات زمنية ؛ إلا أن كل فرد منا يختبر كبسولته الزمنية الخاصة به، لا كبسولة شخص آخر. «كل هذه الوفرة المذهلة من الأدلة على الزمن والتاريخ مشفرة في شكل تكويني ثابت، في بنى لا تزال قائمة». وعلى حد وصف باربور، فإننا «نؤمن» بفكرة الزمن فقط؛ لأننا نختبر العالم في هيئة لقطة ثلاثية الأبعاد. «لا وجود للوقت. كل ما هو موجود هي أشياء تتغير». وشكل التغيير مشفر في تلك «الأشياء» الثابتة بالطريقة نفسها التي يمكن من خلالها نقل انطباع عن حركة في صورة واحدة، «على سبيل المثال [القارب البخاري] «آريال» في العاصفة في لوحة تيرنر.»

يطلق باربور اسم بلاتونيا على «أرض اللحظات الراهنة»، تيمنا بالفيلسوف أفلاطون، الذي وجه إلى أن الأشياء الحقيقية الوحيدة هي أشكال أو أفكار مثالية، لا نحظى إلا بلمحة غير كاملة عنها.

في كل مكان في بلاتونيا توجد لحظات من الزمن يؤلف فيها فاجنر مقطوعة «تريستان وإيزولدا» ويصلح فيها رواد الفضاء تليسكوب هابل الفضائي، وتبني الطيور الأعشاش، وأخبز أنا الخبز.

حتى الآن، لا تختلف هذه الصورة كثيرا عن صورة هويل، أو حتى عن الفكرة المألوفة الخاصة بالكون كوحدة زمكانية وخطوط العالم المستمرة. لكن كتاب باربور يأتي بنهاية إشكالية غير متوقعة، تتعلق بميكانيكا الكم مثل إشكالية سفر الضوء بأسرع من سرعة الضوء. في مؤتمر عقد في أكسفورد في عام 1980، ألقى عالم الفيزياء الكبير جون بيل خطابا وصف فيه طريقة غير مألوفة لتفسير التاريخ، تتسق مع قواعد ميكانيكا الكم.

7

فقد أشار إلى احتمالية وجود سجلات لتواريخ كثيرة، من دون أن يكون ثمة تواريخ بالفعل. على سبيل المثال، حقيقة أن لدينا أحفوريات للديناصورات هي حقيقة واقعة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن ثمة ديناصورات كانت موجودة بالفعل. في ذلك المؤتمر، قال بيل إن الاحتمالية ينبغي ألا تؤخذ على محمل الجد بالضرورة، حتى وإن كانت متسقة مع كل شيء نلاحظه. غير أن باربور، الذي كان أحد الحضور في المؤتمر، سلك الطريق المعاكس لذلك. تخبرنا الأفكار الكلاسيكية (في الفيزياء يعني هذا أي شيء - بما في ذلك نظرية النسبية العامة - قبل ظهور فيزياء الكم) بأن ثمة تاريخا مميزا واحدا هو ما أدى إلى الوقت الحاضر. كان طرح بيل أنه قد لا يكون ثمة ما يعرف بالتاريخ. أما فكرة باربور، فتذهب إلى أن تواريخ كثيرة مختلفة أدت إلى الوقت الحاضر. وهذا يشمل ما يعرف عادة بتفسير العوالم المتعددة لفيزياء الكم ومفهوم الأكوان المتوازية. ويدخل على الخط أيضا كوات فريد هويل، التي تقدم لنا طريقة أخرى للسفر عبر الزمن، وسأشرح جوهر هذه الطريقة الآن.

هوامش

التصور الثامن: السفر جانبيا عبر الزمن

«قد نجد في داخل كل ثقب أسود ينهار بذور كون جديد متمدد.»

مارتن ريس، فلكي ملكي

Unknown page