Tisca Tasawwurat Can Zaman
تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال
Genres
في تسعينيات القرن المنصرم، أجرى رايموند تشياو وزملاؤه تجارب على هذه الشاكلة بجامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي، قاسوا خلالها الضوء وهو يسافر بضعف سرعته بمقدار
1.7c ، إلا أنهم لم يجدوا في ذلك ما يمكن الاسترشاد به لمعرفة طريقة عملية للسفر عبر الزمن، أو حتى إرسال رسائل إلى الماضي، على غرار أشعات بينفورد التاكيونية الخيالية. تكمن المشكلة في أنه عند وصول شعاع من الفوتونات إلى حاجز ما، يستحيل تحديد أي من هذه الفوتونات سيشق نفقا لعبور الحاجز وأيها لن يفعل. فأي رسالة فعلية تحمل الكثير من الفوتونات، وستضطرب هذه الفوتونات وتتداخل في طريقها خلال التجربة.
لكن الفريق الآخر الذي أجرى تجارب مشابهة مستقلا، وكان يرأسه جونتر نيمتز من جامعة كولونيا، برهن على إمكانية نقل المعلومات إلى الماضي بأسرع من الضوء. ففي عام 1994، وفي تجارب استخدمت إشعاع الموجات الميكروية (كما ذكرت آنفا، لا فرق بين وصف الأشياء كموجات أو وصفها كجسيمات)، أعد الفريق تسجيلا لافتتاحية السيمفونية الأربعين لموتسارت وأرسلوه لاسلكيا في تجربة مرور نفقي قبل أن يعيدوا تسجيلها ثانية على الجانب الآخر. وتبين أنه قد انتقل بسرعة تعادل ضعف سرعة الضوء بمقدار
4.7c . وكانت النتيجة قطعة موسيقية منخفضة الدقة نوعا ما، إلا إنها كانت لا تزال قابلة للتمييز، انتقلت عبر التجربة بأكثر من سرعة الضوء بأربعة أضعاف. لا شك أنها كانت تحتوي على معلومات، وإن لم تكن بنفس القدر الذي تحمله النسخة العالية الدقة. وقد سافرت عبر الزمن إلى الماضي.
سبب هذا الأمر حالة ذعر واستنكار حين قام نيمتز بتشغيل التسجيل في اجتماع بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وكما وصف الأمر في كتابه مع أستريد هايبل:
5
كان الحضور «عاجزين عن الكلام للحظة؛ إذ استمعوا إلى موسيقى أسرع من الضوء؛ أي إلى «إشارة» [التأكيد من وضع المؤلفين]، لكنهم وجدوا صعوبة في تقبل ذلك.» ومنذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، أصبحت التجارب أكثر تعقيدا وتستخدم الآن فوتونا واحدا فقط، لكن دائما ما تنتهي إلى النتيجة نفسها. وكما يوضح نيمتز: «عملية العبور النفقي هي جزء من ميكانيكا الكم ولا يمكن وصفه باستخدام نظرية النسبية الخاصة.»
تكمن العقبة، بالنسبة إلى الراغبين في العمل في مجال الإشارات، في أن الفواصل الزمنية التي تنطوي عليها هذه الإشارات محدودة للغاية. فقد وصل تسجيل موسيقى موتسارت إلى الجانب الأبعد من التجربة قبل موعده المفترض، لكن الفارق كان أقل بكثير من طرفة عين أو نبضة قلب. يشير نيمتز أيضا إلى مشكلة أخرى. للإشارات مدة محددة. في التجارب، يمكن أن تصل بداية الإشارة في مخرج التجربة قبل أن تكون قد وصلت إلى المدخل - لكن على نهاية الإشارة اللحاق بها حتى يمكن قراءة الرسالة. والأمر المثير للاهتمام حقا هو التوسع في نطاق التجربة حتى تصل الإشارة بأكملها قبل إرسالها. ربما يبدو هذا كحلم العالم المجنون الذي يضرب به المثل. وقد قدم لنا أحد العلماء، الذي لم يكن مجنونا لكنه كان يتمتع بمخيلة خصبة، إشارة تتعلق بكيفية القيام بذلك في قصة نشرت قبل نصف قرن من التجارب التي أجراها تشياو ونيمتز. كان هذا العالم هو إسحاق أسيموف، واشتملت قصته على خواص مركب كيميائي خيالي يدعى الثيوتيمولين.
إسحاق أسيموف
موندادوري بورتوفوليو/جيتي
Unknown page