2
يا له من منافق أشيب! لقد تحدث عن الزوج المشرك كيف ترده عن شركه الزوجة المؤمنة. وماذا عساي أن أعرف غير أن الخائن قد عرض على العربي ما حبا الله أديث بلانتاجنت من جمال، حتى يستطيع هذا الرجل أن يحكم إن كانت هذه الأميرة المسيحية تليق بأن تنخرط في سلك «حريم» رجل مسلم؟ والله لو وقع ذلك الرجل «الضريم» - أو أيا كان اسمه - ثانية في قبضتي التي أمسكت عليه بها يوما إمساكا شديدا، كما يمسك كلب الصيد بالأرنب، فلن يأتي أحد ثانية - وهو خاصة - برسالة مشينة بشرف ملك مسيحي أو فتاة نبيلة فاضلة ... إن ساعاتي تتناقص سريعا إلى دقائق، ولكن لا بد رغم ذلك من أداء عمل ما، ولا بد من أدائه سريعا، ما دام في عرق ينبض ونفس يتردد.»
وسكت بضع دقائق، ثم رمى بخوذته وانطلق مسرعا من فوق الجبل، وسار في الطريق المؤدية إلى سرادق الملك رتشارد.
الفصل الخامس عشر
نفخ الديك - وهو ذاك المنشد المريش -
في البوق؛ يعلن للقروي الباكر إشراق الصباح.
ورأى إدوارد الملك خيوط الضياء الموردة
يتراجع من وهجها الظلام،
واستمع إلى الغراب الأسحم ناعيا،
ينادي بانصرام يوم من الزمان.
Unknown page