Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
تفسير التبيان ج1
رفعها توهمها آخر الحروف وقد حذفت الالف في الكتابة من ثلاثة مواضع: أيه المؤمنون وياأيه الساحر وأيه الثقلان وسنذكر خلاف القراء في التلفظ بها.
النزول: وروي عن علقمة والحسن: أن كلما في القرآن " يا أيها الذين آمنوا " نزل بالمدينه وما فيه " ياايها الناس " نزل بمكة واعلم أن " أيا " اسم مبهم ناقص جعل صلة إلى نداء ما فيه الالف واللام ويلزمه ها التي للتنبيه لابهامه ونقصه واجاز المازني " يا اي الظريف " قباسا على " يازيد الظريف " ولم يجزه غيره لان " ايا " ناقص والنصب عطفا على الموضع بالحمل على المعنى ولايحمل على التأويل إلا بعد التمام وهذا هو الصحيح عندهم.
المعنى: وهذه الآية متوجهة إلى جميع الناس: مؤمنهم وكافرهم لحصول العموم فيها إلا من ليس بشرائط التكليف من المجانين والاطفال وروي عن ابن عباس أنه قال: قوله " اعبدوا ربكم " أي وحدوه وقال غيره: ينبغي أن يحمل على عمومه في كل ما هو عبادة لله: من معرفته ومعرفة أنبيائه والعمل بما أوجبه عليهم وندبهم اليه وهو الاقوى وقوله: " لعلكم تتقون ": أي تتقون عذابه بفعل ما أوجبه عليكم كما قال: " واتقوا النارالتي أعدت للكافرين "
الاعراب: وقوله: " والذين " في موضع نصب لانه عطف على الكاف والميم في قوله: (خلقكم) وهو مفعول به (من قبلكم): اي من تقدم زمانكم من الخلائق والبشر وقال مجاهد: (تتقون): مطيعون والاول أقوى والخلق: هو الفعل على تقدير وخلق الله السماوات: فعلها على تقديرما تدعواليه الحكمة من غير زيارة ولانقصان ومثله الرزق والخلق: الطبع والخليقة: الطبيعة وخليق به: شبيه به والخلاق: النصيب والاختلاق: افتعال الكذب والخلق: البالي والاخلق: والاملس تفسير التبيان ج1
Page 96