Tibr Masbuk
التبر المسبوك في نصيحة الملوك
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
Publisher Location
بيروت - لبنان
على رضا الملك عن رعيته، ولم يغضب على أهل مملكته، وإذا كان النديم صالحًا دل على انتظام الأمر وصلاحه.
حكمة: قال موبذان في عهد أنو شروان أنه لا يمكن حفظ السلطنة إلا بالأصحاب الناصحين المساعدين ولا ينفع خير الأصحاب إلا إذا كان الملك تقيًا أنه ينبغي أن يكون الأصل جيدًا ثم الفرع، ومعنى تقوى السلطان وصدقه وصحته أن يكون صحيحًا في سائر الأمور يأمر بالصحة بأقواله وأفعاله ليصح بصحته سائر حشمه ورعيته وأن يكون واثقًا بالله تعالى وأن يرى أن قوته وقدرته وظفره بأعدائه ونصرته ووصوله إلى مرداه من الله تعالى وأن لا يعجب بنفسه فإن أعجب خشي عليه الهلاك كما جاء في الحكاية.
حكاية: يقال ان سليمان ﵇ كان جالسًا على سرير ملكه وقد حملته الريح في الجو فنظر سليماه إلى مملكته وطاعة الإنس والجن وانقيادهم لعظيم هيبته وسياسته فاضطرب السرير وهم بالانقلاب فقال سليما للسرير استقم فنطق السرير وقال استقم أنت حتى نستقيم نحن كما قال عز من قائل: (إن اللهَ لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروُا ما بأنفسِهمِ) وقال أبو عبيدة في أمثاله (من سلك منهج الجد أمن العثار) ويجب أن يكون الوزير عالمًا عاقلًا شيخًا لأن الشاب وإن كان عاقلًا لا يكون في التجربة كالشيخ والذي يتعلمه الناس من تجارب الأيام لا يتعلم إلا من المشايخ والوزير زين السلطن والزين يجب أن يكون صالحًا طاهرًا من الشين ويحتاج الوزير إلى خمسة أشياء لتحمد خبرته، وتحسن سيرته، التيقظ ليظهر في كل أمر يدخل فيه له وجه المخرج منه، والعلم حتى تتضح له الأمور الحقيقية، والشجاعة حتى لا يخاف من شيء في غير موضع الخوف، والصدق لئلا يعمل مع أحد غير الصحيح وكتمان سر السلطان إلى أن يدركه الموت.
قال أزدشير بابك يجب أن يكون الوزير ساكنًا متمهلًا شجاعًا واسع الصدر حسن المقال مليح الوجه مستحييًا صامتًا حيث
1 / 85