وكان يشرب العسل الممزوج بالماء البارد. وفي هذا من حفظ الصحة,
ما لا يهتدي إلى معرفته إلا أفاضل الأطباء, فإن شربه ولعقه على الريق: يذيب البلغم, ويغسل خمل المعدة, ويجلو لزوجتها, ويدفع عنها الفضلات, ويسخنها باعتدال, ويفتح سددها, ويفعل مثل ذلك بالكبد والكلى والمثانة, وهو أنفع للمعدة من كل حلو دخلا وإنما يضر بالعرض لصاحب الصفراء الجديدة ودفع مضرته بالخل - انتهى.
[الشرب في آنية الزجاج]
وقال الموفق عبد اللطيف البغدادي: قدح قوارير: الزجاج فأفضل للشرب، والهنود وملوكها تشرب فيها وتختاره على الذهب والياقوت، لأنه قل ما يقبل العرض والسهولة ويرجع بالغسل جديدا، ثم إنه يرى ما وراه وهو التمام عن قذى الشراب وفيه يرى كدره ويتمتع بصافيه وقل ما قدر الساقي أن يدس فيه السم، وهذا شرف الخلال التي دعت ملوك الهند إلى اتخاذه - انتهى.
وقال الذهبي: اعلم أن أخذ الغذاء في وقت الحاجة سبب لدوام الصحة: وعلامة الحاجة أن تتذكى حاسة الشم.
ويقل الريق في الفم وينصبغ.
Page 89