290

Al-ṭibb al-nabawī li-Ibn Ṭūlūn

الطب النبوي لابن طولون

وقد يعرض الكلب الكلب وهو جنون يعرض له لاستحالة مزاجه إلى السوداء وعلامته احمرار عينيه وخروج لسانه وسيلان اللعاب من فيه وأن يطاطي رأسه نحو الأرض ويرخي أذنيه ويدس ذنبه بين رجليه ويجرب جلده ويعدو دائما, ويكون في حركته كالسكران, ويحمل على من رآه ولا ينبح إلا قليلا مع بحة صوته ويهرب من الكلاب ويمنع من الأكل ويهرب من الماء إذا رآه, فإذا عض إنسانا عرض له من الأمراض نحوها يعرض له, والعلة التي تنبع عضة عظيمة, حتى أن المعضوض يفزع من الماء بعد أسبوع وأسبوعين وإلى ستة أشهر: وإذا اشتبهت علامة المكلوب بغيره فخذ قطعة من خبز فالطخها بالدم السائل من العضة وأطرحها إلى كلب آخر, فإن أكلها فالكلب الذي عض ليس بمكلوب, وإن لم يأكلها فهو مكلوب.

والعلاج: أن يثق موضع العضة ويوضع عليها المحاجم وتمص مصا قويا, واجتهد أن يبقى الجرح مفتوحا, لتخرج منه لتلك المادة الفاسدة ويستعمل ماء الشعير ولحم الجدي, وقد يبول المعضوض أشياء لحمية كأنها كلاب الصغار, وينبغي للماص أن يدهن فاه بدهن الورد عند المص - انتهى.

ذكر الغيل

أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله تعالى عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقتلوا أولادكم سرا [فوالذي نفسي بيده] فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه.

وأخرج مسلم عن جدامة بنت وهب [أخت عكاشة] أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئا, ثم سألوه عن العزل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك الوأد الخفي وهي {وإذا الموؤدة سئلت}.

Page 304