Kitab Aristutalis fi maʿrifat tibaʿ al-Hayawan
كتاب أرسطوطاليس في معرفت طباع الحياوان
Genres
وفى أرحام أجناس الحيات أيضا اختلاف فيما بينها وبين أرحام سائرها من الحيوان، وفيما بين بعضها البعض، لأن جميع أجناس الحيات تبيض بيضا. فأما الأفاعى فهى تلد حيوانا فقط. وهى تبيض أولا فى جوفها بيضا، ثم تصير هناك حيوانا قبل أن تولد. ولذلك خلقة رحم الأفعى شبيهة بخلقة رحم الحيوان البحرى الذى يسمى سلاشى. فرحم الحية مستطيل الخلقة شبيه بخلقة الجسد. ورحم الحية يبتدئ من الناحية السفلى ويأخذ إلى الناحية العليا من كلا جانبى الشوكة وكل ناحية منه شبيهة بسبيل آخذ إلى ناحية الحجاب، وفيه يكون البيض مصفوفا واحدة واحدة. فإذا باضت الحية، فإنها لا تبيض بيضة مفردة، بل يبيض جميع البيض متصلا بعضه ببعض.
وأرحام الحيوانات التى تبيض فى باطنها وفى الظاهر، تكون فوق بطونها. فأما ما يلد منها حيوانا، فرحمه قريب من الفقار. وما يبيض بيضا فى جوفه ويلد فى الظاهر حيوانا فهو مشترك فيما بين الأمرين اللذين وصفنا، لأن جزء أرحامها الذى يكون فى الحيوان قريب من الفقار، فأما الجزء الذى منه يكون الخروج، وهو المكان الذى فيه البيض، ففوق المعى.
وأيضا فى خلقة الأرحام، إذا قيست بعضها إلى بعض، اختلاف آخر من قبل أن الحيوان الذى له قرن وليس له أسنان فى الفك الأعلى والفك الأسفل تكون فى أرحامه عروق ظاهرة كثيرة إذا كانت حاملة، 〈وتلك حال — من بين〉 بعض الحيوان الذى له أسنان فى الفكين — [كمثل] الفأر والوطواط 〈والأرنب الجبلى〉 وما [٥٥] يشبهها؛ فأما سائر الحيوان الذى له أسنان فى الفكين ويلد حيوانا وله أرجل فأرحامه ملس، وما يحمل فيها يكون متعلقا بالرحم، وليس بأفواه العروق التى وصفنا.
Page 102