270

Kitāb Aristūṭālīs fī maʿrifat ṭibāʿ al-ḥayawān

كتاب أرسطوطاليس في معرفت طباع الحياوان

Genres

وقد قلنا قولا عاما وخاصا فى الجماع والسفاد. وقد يعرض شىء مشترك عام لجميع الحيوان، أعنى الشوق والشهوة التى تكون فى أوان الجماع والسفاد. وجميع الإناث أشد شوقا إلى الجماع عند أول الولاد، والذكورة أيضا فى ذلك الزمان أشد شوقا — منها بعد عبور الشباب. وينبغى أن نعلم أن ذكورة الخيل تعض الإناث وتلقيها على الأرض وتطرد ما كان فى قربها من الذكورة. — والرجال والخنازير البرية صعبة خبيثة الأخلاق فى زمان نزوها، وهى تقاتل بعضها بعضا قتالا شديدا، وتتهيأ لذلك القتال وتتشمر وتدنو من الشجر وتدلك جلودها، ثم تذهب إلى مواضع الطين والحمأة وتلطخ أجسادها. فإذا جف ذلك الطين تواقع لطخته بغيره. وذكر الخنازير يطرد الذكر الآخر الذى يكون فى الحظيرة حتى يخرجه عن الأنثى؛ وربما تقاتل الذكران حتى يهلكا جميعا. — وكذلك يفعل أيضا الثيران والكباش والتيوس، فإنها قبل زمان النزو والسفاد تأوى وترعى معا. فإذا هاجت وبلغ زمان نزوها وسفادها، يقاتل بعضها بعضا. — والجمل الذكر صعب الخلق إذا كان أوان السفاد، ولا يدع إنسانا ولا جملا يدنو منه إلا عقره. والجمل الذكر خاصة يكره قرب الفرس، ويقاتله أبدا . ومثل هذا العرض يعرض للحيوان البرى وما كان من الدببة والذئاب والأسود: 〈فجميعها〉 صعب الخلق خبيث عند أوان السفاد والنزو: وليس يقاتل بعضها بعضا قتالا شديدا، لأنه لا يأوى بعضها مع بعض، بل ينفرد كل ذكر مع الأنثى. وإذا كان للدب الأنثى جراء صعب خلقها جدا، وإناث الكلاب كمثل.

Page 287