Kitāb Aristūṭālīs fī maʿrifat ṭibāʿ al-ḥayawān
كتاب أرسطوطاليس في معرفت طباع الحياوان
Genres
فأما الحيوان الذى يكون ولاده من حيوان آخر شبيه به، فهو يكون من جماع وسفاد إذا كان فى ذلك الجنس الذكر والأنثى. وإنما ذكرت ذلك لأن فى أجناس السمك أجناسا ليس فيها ذكر ولا أنثى، وهو بالجنس شبيه بجنس آخر من أجناس السمك؛ فأما بالصورة فمختلف. و [١١٣] من أجناس السمك 〈ما〉 لا يوجد فيها غير أناث؛ فأما ذكورة، فلا. ومن تلك الأجناس ما يبيض بيضا، مثل البيض الذى يكون فى الطير من قبل الريح. ومن أجناس الطير ما لا يتولد منه شىء خلا بيض 〈فارغ〉، لأن الطبيعة لا تقوى على أن تفعل أكثر منه، إن لم يعرض لها عرض آخر من قبل سفاد الذكورة. وسنلطف النظر فى ذلك كله فيما نستقبل. — ومن أصناف السمك أصناف تبيض بيضا من ذاتها، ويكون من ذلك البيض حيوان؛ فربما كان من ذلك البيض حيوان من ذاته، وربما لم يكن بغير ذكورة. وسنبين فيما نستأنف كيف يكون ذلك كله: وهذا العرض قريب من العرض الذى يعرض لأصناف الطير. والذى يتولد من ذاته —، إما فى الحيوان، وإما فى الأرض، وإما فى الشجر، وإما فى بعض أجزائها — فإذا كان الذكر والأنثى فى هذه الأصناف فهى تلد بعد السفاد، ومنها ما لا يلد حيوانا تاما، بل ناقصا: مثل القمل، فإنه يتولد من سفاده: صئبان؛ ومن سفاد الذباب: دود، من سفاد الفراش أيضا دود شبيه ببيض لا يتولد منه حيوان آخر، بل يبقى على حاله.
Page 203