216

قال محتارا : سبحان الله أنا لا أعلم أن الامام مالكا إمام دار الهجرة يخالف النصوص النبوية ، وتحير الحاضرون من هذا القول ، واستغربوا مني هذه الجرأة على الامام مالك والتي لم يعهدوها من قبل في غيري ، واستدركت قائلا : هل كان الامام مالك من الصحابة ؟ قال : لا ، قلت : هل كان من التابعين ؟ قال : لا ، وإنما هو من تابعي التابعين .

قلت : فأيهما أقرب هو أم الامام علي بن أبي طالب ؟ .

قال : الامام علي أقرب فهو من الخلفاء الراشدين ، وتكلم أحد الحاضرين قائلا : سيدنا علي كرم الله وجهه هو باب مدينة العلم .

فقلت : فلماذا تركتم باب مدينة العلم واتبعتم رجلا ليس من الصحابة ولا

( 214 )

من التابعين وإنما ولد بعد الفتنة وبعدما أبيحت مدينة رسول الله لجيش يزيد وفعلوا فيها ما فعلوا وقتلوا خيار الصحابة وانتهكوا فيها المحارم ، وغيروا سنة الرسول ببدع ابتدعوها ، فكيف يطمئن الانسان بعد ذلك إلى هؤلاء الائمة الذين رضيت عنهم السلطة الحاكمة لانهم أفتوها بما يلائم أهواءهم .

وتكلم أحدهم وقال : سمعنا أنك شيعي تعبد الامام عليا فلكزه صاحبه الذي كان بجانبه لكزة أوجعته وقال له : أسكت أما تستحي أن تقول مثل هذا القول لرجل فاضل مثل هذا وقد عرفت العلماء وحتى الآن لم تر عيني مكتبة مثل هذه المكتبة ، وهذا الرجل يتكلم عن معرفة ووثوق بما يقول ! .

أجبته قائلا : أنا شيعي هذا صحيح ولكن الشيعة لا يعبدون عليا وإنما عوض أن يقلدوا الامام مالكا فهم يقلدون الامام عليا لانه باب مدينة العلم حسب شهادتكم ، قال المرشد الديني : وهل حلل الامام علي زواج الرضيعين ؟ .

قلت : لا ولكنه يحرم ذلك إذا بلغت الرضاعة خمس عشرة رضعة مشبعات ومتواليات ، أو ما أنبت لحما وعظما .

Page 217