Thumma Ihtadayt
ثم اهتديت
Genres
أما في ما يتعلق باختيار القادة الذين يقودون البشرية فقال : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة)(2) .
فالشيعة إذ يقولون بخلافة الامام علي بعد رسول الله إنما يتمسكون بالنص وهم إذ يطعنون في بعض الصحابة إنما يطعنون في الذين أبدلوا النص بالاجتهاد فضيعوا بذلك حكم الله ورسوله ، وفتحوا في الاسلام رتقا لم يلتئم حتى اليوم .
ومن أجل هذا أيضا نجد الحكومات الغربية ومفكريهم ينبذون الشيعة ويسمونهم بالتعصب الديني ويسمونهم رجعيين لانهم يريدون الرجوع إلى القرآن الذي يقطع يد السارق ويرجم الزاني ويأمر بالجهاد في سبيل الله وكل ذلك عندهم عنجهية بربرية .
وفهمت خلال هذا البحث لماذا أغلق بعض علماء أهل السنة والجماعة باب الاجتهاد منذ فقهاء القرن الثالث للهجرة فربما كان ذلك لما جره هذا الاجتهاد على الامة من ويلات ومصائب وخطوب وحروب دامية أكلت الاخضر واليابس وقد أبدل الاجتهاد خير أمة أخرجت للناس أمة متناحرة متقاتلة تسودها الفوضى وتحكم فيها القبلية وتنقلب من الاسلام إلى الجاهلية .
بعكس الشيعة الذين بقي عندهم باب الاجتهاد مفتوحا ما دامت النصوص قائمة ولا يمكن لاي أحد تبديلها وأعانهم على ذلك وجود الائمة الاثني عشر الذين ورثوا علم جدهم فكانوا يقولون ليس هناك مسألة إلا ولله حكم فيها وقد بينه رسول الله صلى الله عليه وآله .
ونفهم أيضا أن أهل السنة والجماعة لما اقتدوا بالصحابة المجتهدين الذين منعوا كتابة السنة النبوية وجدوا أنفسهم مضطرين أمام غياب النصوص للاجتهاد بالرأي والقياس والاستصحاب وسد باب الذرائع إلى غير ذلك ...
( 1 ) سورة آل عمران : آية 159 .
( 2 ) سورة القصص : آية 68 .
Page 204