255

Thumma abṣarat al-ḥaqīqa

ثم أبصرت الحقيقة

Edition

الثانية

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Genres

كأنه منعها عن ذلك لمكان علي).
ثانيًا: اختُلف في المراد بآية التطهير، فقيل: نساء النبي ﵌ لأنهن من أهل بيته بدلالة الكتاب والسنة ولأنّ سياق الآيات لا يحتمل إلا ذلك.
وقيل: بل هم أصحاب الكساء (علي وفاطمة والحسن والحسين) ودليل هؤلاء (حديث الكساء) والخطاب في الآية، فقالوا: إنّ الخطاب في الآية يصلح للذكور لا الإناث لأنّ الله تعالى قد قال ﴿عَنكُم﴾ و﴿يُطَهِّرَكُم﴾ ولو كان للنساء خاصة لقال (عنكن) و(يطهركن).
وجواب هذا الإشكال أن يقال: (إنّ من أساليب اللغة العربية التي نزل بها القرآن أنّ زوجة الرجل يطلق عليها اسم الأهل، وباعتبار لفظ الأهل تخاطب مخاطبة الجمع المذكر ومنه قوله تعالى في موسى ﴿فَقَال لأهْلِهِ امْكُثُوا﴾ وقوله ﴿سآتِيكُمْ﴾ وقوله ﴿لَّعَلّي آتِيكُمْ﴾ والمخاطب امرأته؛ كما قاله غير واحد، ونظيره من كلام العرب قول الشاعر:
فإن شئت حرمت النساء سواكم ... وإن شئت لم أطعم نقاخًا ولا بردًا
ويُضاف إلى ذلك كون الخطاب في الآية الكريمة يماثل قول الله تعالى لسارة زوجة إبراهيم ﵇ ﴿قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْت﴾ (١) فإنّ الله تعالى قال ﴿عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْت﴾ مع أنّ المخاطب هي سارة لكن لما كان المراد بالخطاب بيت إبراهيم ﵇ فدخل في ذلك إبراهيم ﵇ وزوجته فعُبّر عن ذلك بلفظ ﴿عليكم﴾ ولما كان الخطاب في آية التطهير موجهًا لنساء رسول الله ﵌ وذُكر في الخطاب الموجه لهن بيوتهن، فقال تعالى ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنّ﴾ وجاءت

(١) سورة هود آية ٧٣

1 / 262