247

Thumma abṣarat al-ḥaqīqa

ثم أبصرت الحقيقة

Edition

الثانية

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Genres

وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالم لنفسه. فقلت: من المقتصد منكم؟ قال: العابد لله ربه في الحالين حتى يأتيه اليقين. فقلت: فمن السابق منكم بالخيرات؟ قال: من دعا والله إلى سبيل ربه، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ولم يكن للمضلين عضدًا، ولا للخائنين خصيمًا، ولم يرض بحكم الفاسقين إلا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانًا) (١).
وروى ابن حمزة الطوسي (٢) في "الثاقب في المناقب" عن أبي هاشم قال: كنت عند أبي محمد ﵇ فسألته عن قول الله تعالى ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ فقال ﵇: كلهم من آل محمد ﵈، الظالم لنفسه الذي لا يقر بالإمام، والمقتصد العارف بالإمام، والسابق بالخيرات بإذن الله الإمام).
وروى الكليني في "الكافي" عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن الرضا ﵇ عن قول الله ﷿ ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ الآية، قال: فقال: ولد فاطمة ﵍ والسابق بالخيرات: الإمام، والمقتصد: العارف بالإمام، والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الإمام) (٣).
فهذه الروايات الثلاث قد حصرت (الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات) بآل محمد ﷺ ولم تحدد وجهًا يتميز فيه الأئمة الإثنا عشر عن سائر إخوتهم من

(١) معاني الأخبار ص١٠٥
(٢) عماد الدين محمد بن علي بن محمد الطوسي، ذكره الخوانساري في "روضات الجنات ٦/ ٢٤٣" فقال: (الشيخ الفقيه المتكلم الأمين أبو جعفر الرابع عماد الدين محمد بن علي بن محمد الطوسي)، ووصفه الشيخ عباس القمي في "الكنى والألقاب ٢/ ٢٨٥" بأنه: (فقيه عالم واعظ).
(٣) الكافي – كتاب الحجة – (باب في أنّ من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة) - رواية (٣).

1 / 254