أن خليل مطران (^١) هو رائد هذه التحولات، وطليعة التوجهات الحداثية وأستاذ الدعوة للعصرية المنافية للقديم كل القديم، وكبير دعاة التحرر من الأساليب القديمة ومن كل ما يذكر بها، ومن المروجين الأوائل لقضية التجديد في المضامين والتغيير الدائم (^٢).
٢ - جماعة الديوان (^٣)، وقد سعت هذه الجماعة -فيما سعت إليه- في تقليد المدرسة الإنجليزية والسير خلف مفاهيمها وحتى سلوكياتها، إلى حد أن رواد هذه الجماعة كانوا يقلدون حتى في سلوكهم الشخصيّ ما كان يفعله الإنجليز (^٤).
وكانت هذه الجماعة تهدف إلى ("إقامة حد بين عهدين لم يبق ما يسوّغ اتصالهما"، وتصف هذا المذهب بأنه: "إنسانيّ، مصريّ، عربيّ. . . "، ويصل أصحاب الديوان إلى وصف هذا المذهب بأنه "أتم نهضة أدبية ظهرت في لغة العرب منذ وجدت" خصوصًا أنهم ينشئونه بحس تاريخي "والتاريخ يمضي بسرعة لا تتبدل، ويقضي أن تحطم كل عقيدة أصنامًا عبدت قبلها" وبهذا الحس يبدأون بنقد الشعر الذي سبقهم، ثم يخلصون بعد ذلك إلى عرض مبادئهم) (^٥).