The World of the Righteous Angels

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
20

The World of the Righteous Angels

عالم الملائكة الأبرار

Publisher

مكتبة الفلاح

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Publisher Location

الكويت

Genres

الفصل الثاني عبادة الملائكة نظرة في طبيعة الملائكة: الملائكة مطبوعون على طاعة الله، ليس لديهم القدرة على العصيان: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم: ٦] . فتركهم للمعصية، وفعلهم للطاعة جبلّة، لا يكلفهم أدنى مجاهدة؛ لأنه لا شهوة لهم. ولعلّ هذا هو السبب الذي دعا فريقًا من العلماء إلى القول: إن الملائكة ليسوا بمكلفين، وإنهم ليسوا بداخلين في الوعد والوعيد (١) . ويمكن أن نقول: إن الملائكة ليسوا بمكلفين بالتكاليف نفسها التي كلف بها أبناء آدم. أما القول بعدم تكليفهم مطلقًا، فهو قول مردود، فهم مأمورون بالعبادة والطاعة: (يخافون ربَّهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون) [النحل: ٥٠] . وفي الآية أنهم يخافون ربهم، والخوف نوع من التكاليف الشرعية، بل هو من أعلى أنواع العبودية، كما قال فيهم: (وهم من خشيته مشفقون) [الأنبياء: ٢٨] . مكانة الملائكة: خير ما يوصف به الملائكة أنهم عباد الله، ولكنهم عباد مكرمون، وقد سبق أن أشرنا إلى أن دعوى المشركين في أنّ الملائكة - بنات الله - دعوى باطلة، لا نصيب لها من الصحة، وقد أكذب الله القائلين بهذا القول، وبين حقيقة الملائكة ومكانتهم في أكثر من موضع، قال تعالى: (وقالوا اتَّخذ الرَّحمن ولدًا سبحانه بل عبادٌ مُّكرمون - لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون

(١) لوامع الأنوار البهية: ٢/٤٠٩.

1 / 29