258

Al-ḥadīth al-ḍaʿīf wa-ḥukm al-iḥtijāj bihi

الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به

Publisher

دار المسلم للنشر والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

الرياض

Genres

الرأي الثاني:
يرى بعض المحققين من أهل العلم أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقًا، لا في الأحكام، ولا في غيرها من الفضائل والترغيب والترهيب وجهة هذا الرأي:
يعلل أصحاب هذا الرأي قولهم بأن الحديث الضعيف إنما يفيد الظن المرجوح، واللّه ﷿ قد ذم الظن في غير ما آية من كتابه، فقال تعالى: ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ الآية (^١). وقال تعالى: ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ﴾ الآية (^٢). وقال رسول الله ﷺ: "إِياكم والظن! فإِن الظن أكذب الحديث" (^٣).
كما أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني المسلم عن الضعيف.
من قال بهذا الرأي:
١ - يحيى بن معين
قال ابن سيد الناس (^٤) عند الكلام في توثيق محمد بن

(^١) الآية ٣٦ من سورة يونس.
(^٢) الآية ١١٦ من سورة الأنعام.
(^٣) الحديث أخرجه البخاري ٩/ ١٩٨ مع الفتح، ومسلم ١٦/ ١١٨ - ١١٩ مع النووي، وأبو داود رقم ٤٩١٧، والترمذي رقم ١٩٨٩.
(^٤) هو: محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن سيد الناس أبو الفتح اليعمري الشافعي الحافظ الأديب المشهور.
له: عيون الأثر في فنون المغازي والشمالْل والسير، ومختصره المسمى نور العيون، =

1 / 261