الثاني: مدرج في أثناء المتن.
ومثاله: ما رواه الدارقطني عن بسرة بنت صفوان (^١)، قالت: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "من مس ذكره أو أنثييه أو رفغيه (^٢) فليتوضأ". فقوله: أو أنثييه أو رفغيه مدرج من قول عروة (^٣) غير مرفوع (^٤).
وهو في السنن الأربعة بدونها (^٥).
الثالث: مدرج في آخر الحديث، وهو الأكثر.
ومثاله: حديث أبي هريرة- ﵁ قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "إِن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل" (^٦).
فقوله: فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل، مدرج من كلام أبي هريرة (^٧)، قال الحافظ ابن حجر: لم أر هذه الجملة في رواية أحد
(^١) هي: بسرة بنت صفوان بن نوفل بن أسد القرشية بنت أخي ورقة بن نوفل، قال ابن عبد البر: الصواب أنها من بني أسد بن عبد العزى من قريش، وهي من المبايعات.
انظر: الاستيعاب ٤/ ١٧٩٦، تجريد أسماء الصحابة ٢/ ٢٥١.
(^٢) قال الجوهري: الأرفاغ: المغابن من الآباط وأصول الفخذين الواحد رفغ ورفغ. انظر: الصحاح مادة "رفغ".
(^٣) هو: عروة بن الزبير بن العوام الأسدي المدني الفقيه العابد نقل أحمد عن ابنه هشام قوله: صام أبي أربعين سنة أو ثلاثين سنة ما أفطر إلا يوم فطر أو نحر، توفى سنة أربع وتسعين وهو صائم.
انظر: الزهد لأحمد ص ٣٧١، شذرات الذهب ١/ ١٠٣ - ١٠٤.
(^٤) انظر: سنن الدارقطني ١/ ١٤٨.
(^٥) سنن أبي داود رقم ١٨١، الترمذي رقم ٨٢، النسائي ١/ ١٠٠، ابن ماجه رقم رقم ٤٧٩.
(^٦) رواه البخاري ١/ ٢٣٥ مع الفتح، مسلم ٣/ ١٣٥ مع النووي، أحمد ٢/ ٤٠٠.
(^٧) انظر: عمدة القاري للعيني ٢/ ٢٤٩.