The War Messages in the Era of the Ayyubid State
الرسائل الحربية في عصر الدولة الأيوبية
Publisher
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Genres
وبعد هذا يقول: ﴿هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ ١. وهو يقتبس من القران الكريم ليضفي على رسالته قوة الإيمان وجمال الأسلوب.
_________
١ سورة النمل آية ٤٠.
الرسائل عن فتح القدس: صدرت الرسائل عن فتح القدس، سواء قبل الفتح أو بعده، إذ أن المعركة التي خاضها المسلمون لفتح القدس، والتي تعرف بموقعة حطين المشهورة، تعد الموقعة الفاصلة، التي انتصر فيها السلطان صلاح الدين على الصليبيين. وقد أرسل السلطان صلاح الدين إلى بعض إخوانه، وهو يجمع الجموع، ويحشد الحشود في سنة ٥٨٢ هـ = ١١٨٧ م، استعداد لهذه الموقعة، جاء فيها: " كتبت هذه المكاتبة من جسر الخشب ظاهر دمشق، وقد زود السلطان أعز الله أنصاره للغزاة إلى بلاد الكفر، في عسكر فيه عساكر، وفي جمع البادي فيه كأنه حاضر، وفي حشد يتجاوز أن يحمله الناظر، إلى أن يحمله الخاطر، وقد نهضت به همة لا يرجى غير الله لانهاضها، وحجبت به عزمة الله المسؤول في حسم عوارض اعتراضها، وباع الله نفسا يستمتع أهل افسلم بصفتها، ويذهب الله الشرك بهيبتها "١. هذه الرسالة لم تصلنا كاملة، وهذه القطعة التي بين أيدينا جاء في نهايتها دعاء للقاضي الفاضل بأن تكون موقعة القدس الفاصلة في المعارك الدائرة بين المسلمين والصليبيين، وأن يستريح النفوس بهذا النصر. ويرسل السلطان صلاح الدين في سنة ٥٨٣ هـ = ١١٨٨ م رسالى إلى الخليفة العباسي الناصر لدين الله يبشره بهذا الانتصار الرائع. وهذه الرسالة تعد أهم الرسائل الديوانية في عصر الدولة الأيوبية، لأنها تحمل البشرى إلى الخليفة العباسي بفتح القدس، الذي كان لفتحه رنة فرح في العالم الإسلامي كله. ولفتت هذه الرسالة نظر الباحثين في العصر الحديث، فاستشهدوا بها في كتاباتهم عن العصر الأيوبي، وعن أساليب الكتابة فيه، فمنهم الدكتور شوقي ضيف الذي يصف هذه _________ ١ أبو شامة: الروضتين جـ ٢ ص ٧٥.
الرسائل عن فتح القدس: صدرت الرسائل عن فتح القدس، سواء قبل الفتح أو بعده، إذ أن المعركة التي خاضها المسلمون لفتح القدس، والتي تعرف بموقعة حطين المشهورة، تعد الموقعة الفاصلة، التي انتصر فيها السلطان صلاح الدين على الصليبيين. وقد أرسل السلطان صلاح الدين إلى بعض إخوانه، وهو يجمع الجموع، ويحشد الحشود في سنة ٥٨٢ هـ = ١١٨٧ م، استعداد لهذه الموقعة، جاء فيها: " كتبت هذه المكاتبة من جسر الخشب ظاهر دمشق، وقد زود السلطان أعز الله أنصاره للغزاة إلى بلاد الكفر، في عسكر فيه عساكر، وفي جمع البادي فيه كأنه حاضر، وفي حشد يتجاوز أن يحمله الناظر، إلى أن يحمله الخاطر، وقد نهضت به همة لا يرجى غير الله لانهاضها، وحجبت به عزمة الله المسؤول في حسم عوارض اعتراضها، وباع الله نفسا يستمتع أهل افسلم بصفتها، ويذهب الله الشرك بهيبتها "١. هذه الرسالة لم تصلنا كاملة، وهذه القطعة التي بين أيدينا جاء في نهايتها دعاء للقاضي الفاضل بأن تكون موقعة القدس الفاصلة في المعارك الدائرة بين المسلمين والصليبيين، وأن يستريح النفوس بهذا النصر. ويرسل السلطان صلاح الدين في سنة ٥٨٣ هـ = ١١٨٨ م رسالى إلى الخليفة العباسي الناصر لدين الله يبشره بهذا الانتصار الرائع. وهذه الرسالة تعد أهم الرسائل الديوانية في عصر الدولة الأيوبية، لأنها تحمل البشرى إلى الخليفة العباسي بفتح القدس، الذي كان لفتحه رنة فرح في العالم الإسلامي كله. ولفتت هذه الرسالة نظر الباحثين في العصر الحديث، فاستشهدوا بها في كتاباتهم عن العصر الأيوبي، وعن أساليب الكتابة فيه، فمنهم الدكتور شوقي ضيف الذي يصف هذه _________ ١ أبو شامة: الروضتين جـ ٢ ص ٧٥.
58 / 179