أيضًا، وظاهر الأمر أن مَنْ فعل هذا هم جيشه وشيعته وهو السبب الذي جعله يَنْفُرُ منهم، ومما يدل على هذا ما قاله الحسن ﵁ لأهل العراق: (يا أهل العراق، لو لم تذهل (^١) نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم أبي، ومطعنكم بغلتي، وانتهابكم ثقلي أو قال: ردائي عن عاتقي) (^٢)، ويتجلّى ذلك في اعتراضهم على صلحه كما سيأتي، ولعل صاحب الكتاب أراد أن ينفي
التهمة عن الشيعة في هذا الحدث، وإنما جاء ذكر الخوارج في الرجل الذي طعنه (^٣).
وأما حادثة الطعن التي تعرض لها الحسن ﵁ وهي المحاولة الثانية (^٤)، أما الأولى فهي بعد ما استُخْلِفَ فقد روى ابن سعد بسنده عن أبي جميلة (^٥) أنه قال: (إن الحسن بن علي لَمَّا استُخْلِف حين قُتِلَ عليٌّ، فبينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر- وزعم حصين (^٦) أنه بلغه أن الذي طعنه رجلٌ من بني أسد- وحسن ساجد، قال حصين: وعمي أدرك ذاك. قال: فيزعمون أن الطعنة وقعت في وَرِكِهِ فمرض منها أشهرًا ثم برئ، فقعد على المنبر فقال: يا أهل العراق، اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم أهل البيت الذين قال الله: ﴿إِنَّمَا